متابعات خاصة - قدس الإخبارية: منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا يمنع فيه التدفق الطبيعي للمواد الغذائية والوقود، وزاد التضييق حدته بعد سيطرة قوات الاحتلال على معبر رفح - المعبر الفلسطيني المصري - في السادس من مايو\أيار الماضي، مع بدء العدوان البري على المدينة.
ويأتي تشديد الحصار مع تحذيرات دولية ومحلية من نذر مجاعة باتت قريبة في قطاع غزة، بسبب منع دخول المساعدات الغذائية بشكلٍ كافٍ للقطاع.
وتتبعت ”شبكة قدس“ مسار دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى قطاع غزة، منذ السادس من مايو\أيار 2024، وحتى 25 من يونيو\حزيران، والتي أظهرت تعطيل شبه كلي لمعبر رفح واقتصار دخول المساعدات على معبر كرم أبو سالم، في 25 يومًا فقط سمح الاحتلال بفتح المعبر لدخولها خلال الفترة المذكورة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، دخلت خلال الفترة المذكورة والتي تقارب شهرًا ونصف، 1102 شاحنة من معبر كرم أبو سالم 703 منها في يونيو\حزيران، و346 في مايو\أيار بعد السيطرة على معبر رفح، و62 شاحنة فقط من معبر رفح قبل حرقه وإخراجه عن الخدمة.
الوقود
وبحسب الأرقام التي اطلعت عليها ”شبكة قدس“، دخل قطاع غزة بعد السيطرة على معبر رفح 118 شاحنة وقود بمجموع 3.37 مليون لتر، و53 شاحنة غاز بمجموع 0.43 مليون لتر، وشاحنة بنزين واحدة بمجموع 32.6 ألف لتر، وجميعهم من معبر كرم أبو سالم.
في أثناء ذلك، تشير بيانات الإدارة العامة للبترول في وزارة المالية الفلسطينية، أن حاجة قطاع غزة الشهرية من الوقود (البنزين والسولار) تبلغ قرابة 12 مليون لتر، بمعدل يومي 400 ألف لتر من البنزين والسولار وقرابة 400-450 طنا من غاز الطهي.
وتعتمد المستشفيات والمراكز والمنشآت الصحية على المشتقات النفطية اعتمادًا كليًا في تزويدها بالطاقة لتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية وسيارات الإسعاف والطوارئ، ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين.
وأدى نفاد الوقود إلى خروج أغلبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، بل حتى تلك التي تعمل، بما فيها مستشفى كمال عدوان الذي حذّرت وزارة الصحة من أنّه قد يخرج عن الخدمة مرة أخرى. ويعمل هذا المستشفى بالحد الأدنى للوقود، إذ اضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة على ضوء شاشات الهواتف، كما تم وقف استخدام غرف العناية المركّزة ببعض المستشفيات توفيرًا للوقود.
المساعدات الإنسانية
في الظروف الطبيعية والأيام العادية كان متوسط حاجة قطاع غزة من السلع يبلغ 500 شاحنة يوميا، وبين 6 أيار\ مايو 2024- 24 يونيو\حزيران 2024 دخل قطاع غزة 1049 شاحنة فقط من السلع توزعت كالتالي: شاحنتي مياه، و4 شاحنات فقط من السكر، وشاحنتي فوط صحية، وشاحنتي حليب منها شاحنة تتقاسم فيها مساحة الحليب منظفات وحفاظات للأطفال، وشاحنة واحدة فقط تحتوي على ملابس.
وجاءت بقية الشاحنات كالتالي:
- شاحنة واحدة صوص البندورة
- 9 شاحنات محارم ورقية.
- شاحنة واحدة قماش مشمع
- 33 شاحنة زيت
- 4 شاحنات منوعات
- 11 شاحنة أدوية
- 4 شاحنات مساعدات طبية
- 37 شاحنة مرتبات وأفرشة
- شاحنة واحدة بازيلاء وطرود غذائية
- 91 شاحنة منظفات منهم 6 تحتوي على مياه و 2 تحتوي على حفاظات
- شاحنة واحدة حمص
- 159 شاحنة طرود غذائية
- 553 شاحنة طحين
- 5 شاحنات طرود صحية
- 63 شاحنة حفاظة اطفال
- 2 شاحنات بسكويت
- شاحنة تضم أغطية وطرود غذائية
وأمس الثلاثاء، حذّر تقرير دولي من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، مشيرا إلى أن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/ سبتمبر 2024.
وذكر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة، وأفاد بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة.