غزة - قدس الإخبارية: حذرت مجموعة مستقلة من الخبراء من أن المجاعة في غزة ربما تكون قد بدأت بالفعل في شمال القطاع، غير أن الحرب الاسرائيلية على غزة والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية أعاقت جمع البيانات لإثبات ذلك. وقالت المجموعة المعروفة باسم "شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة"، بشأن حصول مجاعة في غزة "إنه أمر ممكن، إن لم يكن مرجحاً".
يعد تقرير الثلاثاء، الصادر عن "شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة"، هو أول تقييم فني تصدره منظمة دولية يقول إن المجاعة ربما تكون قد بدأت في شمال غزة بالفعل، محذرا من أنه من المرجح أن تتم إعاقة جمع البيانات طالما استمرت الحرب، موضحا أن السكان - بمن فيهم الأطفال - يموتون لأسباب تتعلق بالجوع في أنحاء القطاع، وإن هذه الظروف ستستمر على الأرجح حتى يوليو/ تموز على الأقل إذا لم يكن هناك تغيير جوهري في كيفية توزيع المساعدات الغذائية، وحذر التقرير أيضا من أن الجهود المبذولة لزيادة المساعدات إلى غزة غير كافية، وحث الاحتلال الإسرائيلي على التحرك بشكل عاجل.
وتعد "شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة"، التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، هيئة معترف بها دوليا في مجال المجاعة، وتوفر معلومات إنذار مبكر قائمة على الأدلة وفي الوقت المناسب بشأن انعدام الأمن الغذائي، كما تساعد في اتخاذ قرارات متعلقة بالاستجابة الإنسانية في بعض البلدان الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.ومن أجل اصدار إعلان رسمي عن حدوث مجاعة في غزة، يجب أن تكون البيانات متوفرة، ويمكن استخدام مثل هذا الإعلان كدليل في المحكمة الجنائية الدولية وفي محكمة العدل الدولية، حيث تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية.
وتزايدت المخاوف بشأن الجوع القاتل في الأشهر الأخيرة وتصاعدت بعد تصريح مديرة برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي بأن شمال غزة دخل "في مجاعة كاملة" بعد نحو سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقال خبراء في البرنامج التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق إن سيندي ماكين كانت تعبر عن رأي شخصي.
ما هي شواهد وجود مجاعة؟
وتعتبر أي منطقة في حالة مجاعة في حال ظهور ثلاثة شواهد: أن تكون 20 بالمائة من الأسر تعاني من نقص شديد في الغذاء أو تعاني من الجوع بشكل أساسي، وأن يعاني ما لا يقل عن 30 بالمائة من الأطفال من سوء تغذية حاد أو من هزال، ما يعني أنهم يعانون نحافة زائدة بالنسبة لطولهم، وأن يموت شخصان بالغان أو أربعة أطفال يوميا من كل عشرة آلاف شخص بسبب الجوع ومضاعفاته، وذلك وفق تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي، الصادر عن "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، وهي مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات وهيئات أخرى حذرت في مارس/آذار من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة.
يذكر أن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية أعلنت منذ أشهر أن الغذاء أو الإمدادات الإنسانية الأخرى التي تدخل إلى غزة غير كافية، حيث يواجه الاحتلال الإسرائيلي ضغوطا متزايدة من حليفته الولايات المتحدة وغيرها للسماح بدخول المزيد من المساعدات، حيث أدت سيطرة الاحتلال على معبر رفح الحدودي، جنوبي غزة، إلى وقف دخول الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى إلى حد كبير إلى الفلسطينيين الذين يواجهون الجوع.