غزة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة عبرية عن استشهاد فلسطينيين اثنين تم اختطافهما من قطاع غزة تحت التعذيب أثناء نقلهما إلى معتقل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن تحقيق الشرطة العسكرية يكشف أن الغزيين اللذين ماتا أثناء الطريق إلى منشأة الاعتقال في سديه تيمان قد ضربا على أيدي الجنود، وأنهما لم يتضررا بسبب ظروف الطريق القاسية بحسب ادعاء القوة التي كانت تحرسهم. هذا ما قالته مصادر تحدثت مع الصحيفة.
وكشفت الصحيفة أنه تم التحقيق مع عدد من الجنود، لكن لم يتم اعتقال أي واحد منهم، مثلما في الـ33 حالة وفاة أخرى لسكان من القطاع الذين اعتقلوا في الحرب وتم إحضارهم إلى معتقلات الاحتلال.
وبحسب الصحيفة فإن "الاثنين تم اتهامهما بالإرهاب وتم أخذهما وهما حيين في شاحنة وتم تكبيلهما. هذه الشاحنة نقلتهما من خانيونس إلى منشأة الاعتقال قرب بئر السبع. وقد تم العثور عليهما ميتين في نهاية الرحلة".
وأوضحت أن "أدلة تم جمعها في التحقيق تناقضت مع ادعاء جنود الهندسة بحدوث أضرار لهما بسبب الطريق.. بل إنه تم ضرب المعتقلين في كل أنحاء جسديهما، وبحسب الأدلة فإن أحدهما أصيب في رأسه".
وتزعم الصحيفة أن الشرطة العسكرية تحقق في الأشهر الأخيرة في 25 حالة وفاة لفلسطينيين تم اعتقالهم كمقاتلين في القطاع.
يذكر أن "سديه تيمان" هي قاعدة عسكرية أصبحت منشأة اعتقال، وتضم معظم المعتقلين الذين تم اختطافهم من القطاع إلى حين اتخاذ قرار حول استمرار الإجراءات ضدهم ونقلهم إلى سلطة مصلحة السجون.
وحتى الآن تم نقل 2000 شخص إلى سجون أخرى، وهم معتقلون بحسب أمر اعتقال دائم.
وقدمت التماسات ضد ظروف الاعتقال الشديدة في المنشأة، حيث إن المعتقلين يوجدون في مناطق مسورة وعيونهم معصوبة وأيديهم مكبلة معظم ساعات اليوم، والضوء مشعل أيضا في الليل.
وكانت مراقبة الأمم المتحدة لشؤون التعذيب دعت الاحتلال الإسرائيلي إلى التحقيق في ادعاءات خطيرة حول التعذيب والتنكيل بالفلسطينيين المعتقلين في السجون وفي منشآت الاعتقال العسكرية، بعد حصولها على شهادات عن ذلك من اللجنة العامة ضد التعذيب.
مصدر طبي قال إنه اطلع مؤخرا على عدد من حالات "الموت الفجائي" في السجون وفي منشآت الاعتقال، وأنه لم يكن هناك أي طريقة لتفسير سبب الموت. وبحسب قوله فإن إحدى هذه الحالات هي موت عز الدين البنا (40 سنة) الذي كان معاقا على كرسي متحرك وتم اختطافه من القطاع وتوفي في سجن عوفر في شهر شباط/ فبراير.
المصدر المطلع على تحليل جثة البنا عبر عن الدهشة حول التدهور السريع في وضعه الصحي بعد أن عاش 18 سنة وهو معاق، وقدر أنه لم يحصل على العلاج المناسب. أحد المحامين الذين زاروا العيادة في عوفر قال إن المعتقلين في المنشأة قالوا إن البنا كان يعاني من جروح قاسية و"سمع صوت احتضاره"، بحسب قولهم، لكنه لم يحصل على العلاج المطلوب.