الأسرى - شبكة قُدس: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الأسيرتين عائشة غيظان وجهاد غوانمة في سجن الدامون في ظروف مأساوية وصعبة دون توفير أدنى شروط الرعاية الصحية اللازمة لهما.
وقالت مؤسسات الأسرى، إن الأسيرة غيظان (34 عاما) حامل في شهرها السابع، وغوانمة (33 عاما) حامل في شهرها الرابع، وهما من بين ما لا يقل عن 80 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهنّ محتجزات في سجن الدامون.
ونقلا عن نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال يصر على اعتقالهما على خلفية ما يدعيه بالتحريض وهو الادعاء الذي تحوّل منذ بداية حرب الإبادة إلى ذريعة يمكن للاحتلال من خلالها اعتقال المجتمع الفلسطيني بأكمله، كما هو الحال في استخدام سياسة الاعتقال الإداريّ.
وبيّن نادي الأسير، أنّ الأسيرة غيظان وهي أم لخمسة أطفال، كما أنّها شقيقة الشهيد أحمد غيظان؛ اعتقلت بتاريخ الرابع من نيسان 2024، وفي نفس اليوم جرى اعتقال شقيقتها عيناء غيظان التي أفرج عنها لاحقًا بشروط مع استكمال مسار محاكمتها على خلفية التحريض، وسبق أنّ اعتقلت والدتهما خضرة غيظان وجرى الإفراج عنها لاحقًا بشروط، كما جرى اعتقال اثنين من أشقائهما وهما عبد الهادي وسليمان غيظان، حيث يواصل الاحتلال اعتقالهما واحتجازمها في معتقل عتصيون على خلفية التحريض.
وبحسب نادي الأسير، فإنّ التحريض الذي يدعيه الاحتلال في قضية عائلة غيظان مرتبط بالحديث عن شقيقهم الشهيد أحمد غيظان على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ارتقى في شهر تموز 2023.
وفي قضية مشابهة اعتقلت قوات الاحتلال في 26 نيسان 2024، الأسيرة جهاد محمود غوانمة من مخيم الجلزون في رام الله، وهي أم لأربعة أطفال، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، حيث تعاني الأسيرة جهاد من ضعف في الدم وفقا للتقارير الطبية التي أجريت لها قبل اعتقالها، وهي بحاجة إلى تغذية خاصّة، ورعاية صحية مضاعفة.
وللأسيرة غوانمة أربعة أشقاء آخرين معتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وهم: محمد، ومعتصم، وعمر، ومصطفى، وثلاثة منهم اُعتقلوا في شهر آب 2023، فيما جرى اعتقال شقيقهم عمر في شهر تشرين الأول 2023.
وذكر نادي الأسير، أنّ الأسيرتين غيظان وغوانمة، تعرضتا كما كافة الأسيرات في سجون الاحتلال لكافة الإجراءات الانتقامية، والإذلال، والتجويع، عدا عن ظروف العزل المضاعف، والحرمان من أدنى شروط الرعاية الصحيّة اللازمة لهما، وسياسة التفتيش العاري التي انتهجت بحقهنّ، وعمليات التّنكيل التي بدأت فعليًا منذ لحظة اعتقالهنّ واقتلاعهنّ من بيوتهنّ ومن بين أحضان عائلاتّهن وأبنائهنّ، حيث تعاني الأسيرات وتحديدًا الأمهات من آثار نفسية صعبة جرّاء ذلك.
واعتبر نادي الأسير، أنّ استمرار اعتقال الأسيرتين غيظان وغوانمة جريمة تضاف إلى جرائم غير منتهية ينتهجها الاحتلال بحقّ الأسرى والأسيرات، حيث عكست العديد من الشهادات التي نُقلت عن الأسيرات على مدار الشهور الماضية مستوى عاليًا من التوحش والإجرام الذي يشكّل امتدادًا لنهج الاحتلال على مدار عقود طويلة.
وشكّل استهداف النساء أبرز السياسات التي يستخدمها الاحتلال، والذي تضاعف بشكل غير مسبوق بعد تاريخ السابع من أكتوبر، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء 292، وهذا المعطى لا يشمل حالات اعتقال النساء التي تمت من غزة، والذي يقدر عددهن بالعشرات.
وحمّل نادي الأسير، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وجدد مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية بوضع حد لحالة العجز المرعبة التي تسيطر عليها، وضرورة استعادة دورها اللازم، وتحمل مسؤوليتها التي وجدت من أجلها لوقف حرب الإبادة المستمرة، ووقف العدوان الشامل بحقّ شعبنا وأسراه في سجون الاحتلال ومعسكراته.
كما وطالب نادي الأسير بالتدخل الفوري والعاجل للإفراج عن الأسيرتين غيظان وغوانمة اللتين توجهان ظروف اعتقال صعبة ومأساوية تتضاعف كونهما أمهات حوامل.