شبكة قدس الإخبارية

الكشف عن أساليب جديدة يستخدمها جيش الاحتلال لاستدراج وتصفية المدنيين في غزة

Gaza-attack

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت مؤسسة حقوقية، اليوم الثلاثاء، عن أساليب جديدة بات ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستدراج المدنيين وقنصهم في قطاع غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن هذه الأساليب يستخدم فيها الاحتلال الترهيب النفسي في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووثق المرصد شهادات لسكان مخيم النصيرات، أفادوا فيها بسماعهم أصوات بكاء متكررة لأطفال رضع، وصراخ نساء في وقت متأخر من ليلتي الأحد والاثنين الماضيتين قبل أن يخرج بعضهم باحثين عن مصدر الصوت لتقديم المساعدة، ليتم قنصهم.

وبعد قنصهم، وفق الشهادات، تبين لاحقا أن ما سمعوه كانت أصواتا مسجلة تبثها مسيّرات "كوادكابتر" التابعة لجيش الاحتلال لدفعهم إلى الخروج من منازلهم إلى الشوارع، واستدراجهم لاستهدافهم بشكل مباشر بالقنص.

وبحسب الشهادات التي وثقها المرصد، فإن الأسلوب تضمن بث أصوات إطلاق نار، واشتباكات مسلحة، ودوي انفجارات، فضلا عن حركة آليات عسكرية، وفي أوقات أخرى بث أغان باللغتين العبرية والعربية، بغرض الترهيب النفسي لدى المدنيين الذين يعيشون في الظلام الدامس ليلا وصعوبة الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي.

ونقل فريق المرصد عن شاب من مخيم النصيرات القول: "كنا جالسين ليلا، فسمعنا أصوات فتيات ونساء يصرخن بعبارات مثل: تعالوا اسعفوني أنا مصابة، فخرجنا لنرى ماذا يحدث، ولم نجد أي نساء، لكن طائرة كوادكابتر أطلقت النار علينا بشكل مباشر".

ويضيف: "فررت أنا إلى الداخل، وأصيب شخصان أمامي إصابات خطيرة في الرأس مباشرة. لم نستطع إسعافهما بسبب استمرار إطلاق النار، فاتصلنا بالإسعاف وجاء لنقلهما. هناك كثير من السكان ممن يسمعون هذه الأصوات ويتجاوبون معها بقصد المساعدة".

وبحسب ما وثق المرصد؛ أفادت امرأة في الستينيات من العمر بأنها سمعت أصوات رصاص كثيف تبعت أصوات نساء يصرخن بأن أبناءهن مصابون ويطلبن المساعدة من السكان. وأضافت: "استمر هذا الصوت نحو 15 دقيقة، لكن لم يخرج أحد منا في البيت، لأنني عرفت أن تلك تسجيلات تبثها الطائرات الإسرائيلية، ولأن الوقت كان متأخرًا جدا".

واعتبر المرصد أن هذا الترهيب النفسي تزامن مع هجمات عسكرية عنيفة ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالقصف المدفعي والجوي، وإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة من الطيران المروحي والدبابات والمسيرات من نوع كوادكابتر، على نحو عشوائي وبشكل مكثف ومستمر في مناطق متفرقة من مخيم النصيرات خلفت عشرات القتلى والإصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وأكد المرصد الحقوقي، أن الهجمات العسكرية العشوائية والمنهجية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات شملت استهداف أي شخص بمجرد الحركة في الشارع أو النظر خارج النوافذ، وكذلك استهداف بعض السكان المدنيين لدى محاولتهم استكشاف ما يجرى في محيط المنازل ومراكز الإيواء أو محاولة التنقل بينها.

ووفقا للمرصد؛ تتصاعد عمليات القصف وإطلاق النار على مدار ساعات الليل، وتستهدف على نحو مباشر ومتعمد مناطق سكنية مكتظة ومنشآت مدنية، مثل المساجد والمدارس التي تؤوي نازحين، فضلا عن الاستهداف المتعمد للسكان المدنيين بغرض قتلهم وإصابتهم.

وحذر المرصد من "خطورة الأساليب اللاأخلاقية واللاإنسانية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والآخذة بالتوسع يوما بعد يوم، والتي تلحق بهم أضرارا نفسية وجسدية شديدة، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

وأكد المرصد أن عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء، سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة، وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وشدد المرصد على أن مهاجمة جيش الاحتلال الإسرائيلي للمناطق السكنية والمباني العزلاء، وقصفها، وتعمد قواته توجيه هجمات عسكرية ضد المواقع المدنية وبناها التحتية، وإلحاق أضرار واسعة النطاق وطويلة الأجل بها، تعد جميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، وتستدعي المساءلة والمحاسبة الدولية فورا.