شبكة قدس الإخبارية

دخل بقدميه وعاد بواحدة .. أسير محرر من خانيونس يروي تفاصيل جرائم الاحتلال بحق معتقلي غزة

دخل بقدميه وعاد بواحدة .. أسير محرر من خانيونس يروي تفاصل جرائم الاحتلال بحق معتقلي غزة

غزة - قدس الإخبارية: بتر الاحتلال الإسرائيلي ساق الأسير المحرر سفيان أبو صلاح خلال فترة اعتقاله٬ حيث عانى من التهاب في ساقه تطور إلى "غرغرينا"٬ ما أدى إلى البتر بسبب الإهمال الطبي.

ووثق الصحفي الفلسطيني حسن اصليح  من داخل مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الحكومي في محافظة رفح جنوب قطاع غزة،  شهادة الأسرى المفرج عنهم من قبل الاحتلال الذي تحدث عن بتر ساقه خلال اعتقاله، حيث تعرضت لالتهابات شديدة في ساقه استمرت سبعة أيامـ وعندما طلب العلاج والذهاب للمستشفى رفض الاحتلال ذلك، وبعد تدهور صحته وحالته٬ تم نقله إلى إحدى مستشفيات الاحتلال لبتر ساقه.

وأكد أبو صلاح الذي يقيم في منطقة خان يونس أنه دخل المعتقل ولم يكن يعاني من أي مرض٬ ولكن ظروف الاعتقال والإهمال الطبي المتعمد هو ما أدى إلى هذه النتيجة.

ومطلع إبريل الحالي،  نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن رسالة طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني، قال فيها عن تعرض الأسرى من قطاع غزة لأساليب تعذيب قاسية، خاصة في المعتقلات الميدانية.. 

وأوضح الطبيب في رسالته، التي سلّمها الأسبوع الماضي إلى وزير حرب الاحتلال يؤاف غالانت ووزير الصحة والمستشار القانوني للحكومة في تل أبيب، أن هذه الأساليب تعرض حياة المعتقلين للخطر، وأن معتقلَيْن خضعا لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت من تكبيل أيديهم، ولسوء الحظ هذا أصبح حدث روتيني. وفق وصفه.

ولفت إلى أنه داخل المستشفى الميداني، يتم التغذية بطرق مسيئة، ويجبر المعتقلون على التغوط في حفاضات، ويستمر تكبيل أيديهم طوال الوقت.

وأشار إلى أن المستشفى لا يتلقى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية، وأن جميع مرضاه مكبلون من أطرافهم الأربعة.

وبحسب الطبيب، يتم تغطية أعين الأسرى وإطعامهم بطرق مسيئة، وأنه في ظل هذه الظروف والواقع الحالي، فإن حتى المرضى الصغار والأصحاء يفقدون الوزن بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من العلاج في المستشفى. كما قال.

ويقول الطبيب في رسالته، إنه يتم تقييد أيدي المعتقلين في المستشفى الميداني طوال ساعات اليوم ويجبرون أن يبقون معصوبي الأعين، وأكثر من نصف المرضى فيه موجودون بسبب الإصابة التي تطورت أثناء الاعتقال بسبب الأغلال التي تبقى في أيديهم لوقت طويل، ما يسبب لهم إصابات خطيرة تتطلب تدخلات جراحية متكررة.

وبالإضافة إلى شهادة الطبيب، فقد شهدت ثلاثة مصادر في حديث لـ "هآرتس"، أنه منذ بداية الحرب، بترت يد أحد المعتقلين بعد إصابته بسبب تقييد يديه بأصفاد بلاستيكية لفترة طويلة.

وقال مصدر للصحيفة العبرية، إن العديد من المعتقلين في حالة بدنية سيئة، وأصيب بعضهم في المعارك أو في الحرب، وفي بعض الأحيان كانت جراحهم تتفاقم بسبب ظروف السجن وغياب النظافة فيه، والبعض الآخر يعاني من أمراض مزمنة، ولعدة أشهر منذ بداية الحرب، كان هناك نقصًا في أدوية علاج الأمراض المزمنة في المستشفى، وكان بعض المعتقلين يعانون من نوبات صرع طويلة. 

وبحسب المصدر، ورغم أن العديد من المعتقلين يعانون من مشاكل طبية، إلا أن معظمهم لا يعالجون في المستشفى بل يبقون في الخيام ويتلقون العلاج من قبل المسعفين.

وتؤكد مصادر، أن أدوية الأمراض المزمنة ازداد عليها الطلب، كما أن أيدي العديد من المعتقلين كانت مقطوعة وملوثة بسبب الأصفاد، ويدعم ذلك صور المعتقلين المفرج عنهم في غزة والتي تظهر فيها الجروح في أيديهم.

ويتكون مخيم المعتقلين من غزة من عدة خيام يتم فيها احتجاز المعتقلين، ومستشفى ميداني، وبحسب المصادر، فإن ما بين 600 إلى 800 من سكان غزة موجودن في المخيم الذي شيد ميدانيًا حديثًا، وعدد قليل منهم الذين يحتاجون إلى علاج طبي حرج، يتواجدون في المستشفى الميداني، حيث الأوضاع هي نفسها التي وردت في رسالة الطبيب، ويتم نقل بعض المعتقلين لاحقًا إلى سجون في الأراضي المحتلة.

وذكر الطبيب في الرسالة أن المعتقلين لا يتلقون العلاج المناسب، حتى لو تم نقلهم إلى المستشفى، قائلًا: لم يكن هناك مريض تم تحويله إلى المستشفى وبقي هناك لأكثر من بضع ساعات، ويحدث أن المرضى بعد العمليات واسعة النطاق، مثل جراحات البطن لاستئصال الأمعاء، يعودون بعد حوالي ساعة من المراقبة، والتي يعمل بها في معظم ساعات اليوم طبيب واحد، يرافقه فريق تمريض، يقوم بعضهم بتدريب المسعفين فقطـ، هذا بدلاً من البقاء للمراقبة في قسم الجراحة لمتابعة الحالة، كما أنه قد يكون الطبيب الموجود، طبيب عظام أو نساء، وهذا يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مضاعفات وأحيانًا حتى إلى وفاة المريض.