ترجمة عبرية - شبكة قُدس: أثارت المواجهات العنيفة التي دارت بين المستوطنين المحتجين وقوات الاحتلال، خلال تظاهرات انطلقت باتجاه منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ مخاوف من تطورها إلى "ما لا تحمد عقباه".
وفي أعقاب المظاهرات التي نظمها المحتجون يوم أمس وشارك فيها الآلاف محاولين الوصول إلى منزل نتنياهو؛ اعتبر رئيس الشاباك لدى الاحتلال رونين بار، أن هذا الاحتجاج خطير و"ليس شرعيا".
وفي ختام تقييمه للوضع في موقع المظاهرة، قال بار، إن الخطاب العنيف من قبل المحتجين والمشاهد التي تبث من موقع الاحتجاجات تستهدف القدرة على الحفاظ على النظام العام، ومن شأنها أن تقود إلى احتكاك عنيف مع قوات الاحتلال، وعرقلة تنفيذهم لمهامهم وحتى استهداف شخصيات تخضع للحراسة.
وأضاف بار أنه "يوجد خط واضح بين احتجاج سلمي وبين احتجاج عنيف، وهذا تطور مقلق من شأنه أن يقود إلى تطورات خطيرة يحظر الوصول إليها".
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الاحتلال والشاباك لم تتوقع العدد المرتفع من المتظاهرين.
وحاول المتظاهرون، الليلة الماضية اختراق الحواجز حول مكان سكن نتنياهو، وطالبوا بتعيين موعد لانتخابات عامة مبكرة وبالتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
واعتبر بيني غانتس أن "وحدة الجمهور لدى الاحتلال هي مفتاح مستقبل الاحتلال"، مؤكدا "يحظر علينا العودة إلى 7 أكتوبر، إشارة إلى الشرخ الواسع لدى الجمهور الإسرائيلي.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، بأن مبنى الكنيست شهد حالة من الفوضى بعد طلاء النشطاء وأهالي الرهائن في قطاع غزة مدرجات المبنى باللون الأصفر رمزا للرهائن.
وقال حساب الكنيست في منشور عبر منصة "إكس": "أعمال شغب في الجلسة العامة للكنيست عائلات المختطفين ثارت في صالة الضيوف في الجلسة العامة وأيديهم مطلية باللون الأصفر، وانضم أعضاء الكنيست من المعارضة إلى هتافاتهم".
ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد، في كلمته أمام الجلسة العامة للكنيست، المتظاهرين ضد الحكومة إلى الالتزام بالقانون.
وتوجه إليهم قائلا: "قلوبنا معكم يا أهالي المختطفين. سنقاتل معكم"، مضيفا: "أدعو المتظاهرين إلى احترام القانون وأدعو الشرطة إلى احترام المتظاهرين. هؤلاء هم عائلات المختطفين الذين تركتموهم، والذين أصبحوا مختطفين في أنفاق حماس على مرأى منكم".
وانتقد الحكومة قائلا: "لا يوجد بلد آخر في العالم يمكن أن تظل فيه الحكومة في السلطة إذا احتجوا ضدها".
وفي السياق، قال الخبير في معهد الشرق الأوسط، سيرغي بالماسوف، إن الاحتجاجات لها علاقة جزئيًا فقط باحتجاجات العام الماضي التي اندلعت على خلفية الإصلاح القضائي، وإن ما يوحد المتظاهرين هو الصراع على السلطة، والهدف المركزي هو نتنياهو.
وأوضح بالماسوف، أن نتنياهو لم يستطع الوفاء بوعده بالقضاء على حماس، لذلك فهو يتعرض الآن لهجوم من قبل الأحزاب اليمينية واليسارية على حد سواء.
وأضاف بالماسوف أن "المعارضة الجادة تعمل بنشاط على تطوير تحركاتها، حيث يشير البعض إلى أفيغدور ليبرمان، ولكن هناك عددًا من الشخصيات تتحد: يائير لابيد، وبيني غانتس. إنهم جادون للغاية، ويحاولون استغلال استياء الناس للإطاحة بنتنياهو، وخطابهم لا يرجع إلى الرغبة في تحرير الرهائن، إنما إلى الصراع على السلطة".
وأشار إلى أن "هناك من يقول إن هذا لا يمكن أن يجري من دون يد للولايات المتحدة، التي بدأت تتعب من الحرب التي طالت في غزة، وترتد على أميركا نفسها، بشكل جدي، وفي العالم العربي نفسه، مقتنعون بأن الأميركيين إذا حركوا إصبعهم، فإن قصف غزة سيتوقف على الفور، وهذا ليس صحيحًا تمامًا، مع أن النفوذ الأميركي لدى الاحتلال كبير للغاية، ويؤثر في كافة العمليات".