الأسرى - شبكة قُدس: حوّل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، العديد من الإجراءات داخل السجون، إلى إجراءات تنكيلية ومحطات تعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين، وكان من بينها "العدد" أو ما يسمى بالفحص الأمني الذي يعتبر أحد أبرز الإجراءات التي تنفذ كجزء من الرقابة على الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن "العدد" الذي تجريه مصلحة سجون الاحتلال بشكل يومي؛ بات يأخذ منحى غير مسبوق في الأشهر الأخيرة، وتحول إلى محطة لتعذيب الأسرى والاعتداء عليهم، وذلك استنادًا للعديد من الشّهادات التي جرى توثيقها على مدار الفترة الماضية، من الأسرى المفرج عنهم، وكذلك عبر زيارات المحامين.
وبحسب شهادات الأسرى، فإن عملية إجراء "العدد" تتم من خلال وحدات خاصّة مدججة بالسّلاح، بحيث يطلب من الأسير الجلوس على ركبتيه، ووجهه على الحائط وإلى الأسفل، ويتم مناداة الأسرى بأسمائهم ومن يتأخر أو يلتفت أو يتحرك أو يبدي أي اعتراض أو يطرح أي سؤال، فإنّ الوحدات تعتدي على الأسير بالضرب المبرّح والتّنكيل به، إلى جانب اصطحاب الكلاب البوليسية إلى زنازين الأسرى خلال إجراء "الفحص الأمني".
وبحسب نادي الأسير، فإن سجن النقب يعتبر الشاهد الأبرز على عمليات تعذيب الأسرى والتنكيل بهم، من خلال عمليات الضرب المبرّح.
وأكد أسرى مفرج عنهم، أن السّجانين ووحدات القمع الخاصّة وتحديدًا وحدة "كيتر"، تتعمد إذلال الأسرى لإحداث أي ردة فعل منهم، التي يمكن أنّ تكون سببًا للاعتداء عليهم بالضرّب المبرح، فقبل السابع من أكتوبر كانت تتم عملية العدد أو الفحص الأمني ثلاث مرات يوميا، وكان يطلب من الأسرى الوقوف، أما بعد السّابع من أكتوبر، فقبل دخول السّجانين أو وحدات القمع الخاصة، على الأسرى أنّ يجلسوا على ركبهم، ويضعون أيديهم إلى الخلف، ورؤوسهم ووجوههم إلى الحائط والأسفل، وهذا يتم يوميًا في الصباح.
أما في أثناء العدد المسائي فيطلب من الأسرى أنّ تكون وجوههم إلى الأمام باتجاه السّجانين وإلى الأسفل، والعديد من الأسرى تعرضوا للضرب خلال عملية "العدد" تحديدًا بعد الفترة الأولى من الحرب، ولم يستثن المرضى وكبار السّن والجرحى.
ولفت نادي الأسير الفلسطيني، إلى أنّ قضية الشهيد ثائر أبو عصب الذي استشهد في تاريخ 18/11/2024، إحدى أبرز القضايا التي ارتبطت بقضية إجراء العدد، فبعد إجراء العدد المسائي في تاريخ 18/11/2023، وعند سؤال الشّهيد أبو عصب لأحد السّجانين، إن كانت هناك هدنة، فكان رد السّجان أنه سيأتي بالخبر له لاحقًا، وتفاجأ الأسرى المتواجدين بنفس الزنزانة، بدخول وحدة (الكيتر) المدججة بالسّلاح، وجلسوا الأسرى كما في كل إجراء عدد على ركبهم وأيديهم إلى الخلف، وانهالت الوحدة عليهم بالضرب المبرّح، وتحديدًا الشّهيد ثائر أبو عصب الذي أُصيب إصابة مباشرة في الرأس، إلى أنّ اُستشهد لاحقًا.
يذكر، أن أكثر من 9000 آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال يواجهون هذ الإجراء بطريقته الحالية، كسياسة ممنهجة، إلى جانب جملة سياسات التّعذيب والتّنكيل غير المسبوقة.