فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن القدرة التدميرية للقذيفة محلية الصنع التي يطلق عليها اسم "الياسين 105"، والتي جرى استخدامها في الحرب الجارية على قطاع غزة والمستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وقالت كتائب القسام، إن "الياسين 105" صنعت رغم قلة الإمكانات لمواجهة دروع وآليات الاحتلال المحصنة، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحقيق نجاح فارق وملموس في التصدي لآليات الاحتلال وتبديد وهم الاحتلال في حماية جنوده "لتصبح تلك الآليات توابيت متحركة تنقل جنود العدو إلى الموت الحتمي"، وفقا للقسام.
ما حققته "ياسين 105" في طوفان الأقصى
قالت كتائب القسام، إنها أعلنت في معركة طوفان الأقصى، دخول قذيفة ياسين 105 المضادة للدروع وقذيفة ياسين 105 (TPG) المضادة للتحصينات والأفراد إلى الخدمة، حيث أضحت قذيفة الياسين 105 أيقونة بارزة ومهمة في معركة طوفان الأقصى، حيث استخدمت وبرز اسمها مع بدء المعركة البرية بإعلانات القسام المتتالية عن تصدى طواقم الدروع وقوات النخبة لآليات ودبابات الاحتلال وفي مقدمتها دبابة "الميركفاه 4 BAZ" التي تغنى بها المحتل وجهزها بأعتى الأسلحة والمنظومات والتدريبات ضد الصواريخ الموجهة ووصلت تكلفة إنتاج الدبابة الواحدة لنحو 6 مليون دولار، في المقابل لم تتجاوز تكلفة إنتاج القذيفة الواحدة من الياسين 105 لـ 500 دولار.
وفي حصيلة تُنشر لأول مرة، اليوم الخميس 8 فبراير 2024، أكدت القسام أن مقاوميها تمكنوا من إعطاب وتدمير أكثر من 1108 آلية منها 962 دبابة و55 ناقلة جند و74 جرافة و3 حفارات و14 جيب عسكري، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من ضباط وجنود الاحتلال داخل تلك الدبابات والآليات التي احترق عدد من الجنود داخلها وقتل عدد منهم بعد سحق الطيران لآلياتهم لعدم مقدرة قوات الإنقاذ على سحبها.
وأشارت إلى أن معارك بطولية خاضها مقاومي القسام مع آليات الاحتلال التي تحطمت وتدمرت بفعل سلاح نوعي تم تصنيعه داخل قطاع مُحاصر ومستنزف منذ أكثر من 16 عامًا.
وأضافت القسام، أن قذيفة الياسين 105 المضادة للدروع دخلت إلى حيّز الإنتاج عام 2018، وكذلك قذيفة الياسين المضادة للتحصينات والأفراد بالإضافة إلى عبوات العمل الفدائي، وذلك بصناعة محلية من نقطة الصفر.
ونوهت إلى أن قذيفة الياسين 105 قادرة على الاختراق للدروع بمسافة تتراوح بين الـ60-100 سم في جسم الدبابة والمدرعة.
وذكرت القسام أنه ومنذ عام 2000؛ لم يكن بحوزة المقاومة سوى البنادق الخفيفة التي لا تستطيع التصدي للآليات المدرعة والمصفحة وهو ما قاد المقاومة للبدء في صناعة العبوات المتفجرة الكبيرة والتي يتم دفنها في المسارات المتوقعة لسير آليات الاحتلال.
ورغم تحقيق محاولات القسام نجاحا إلا أن هناك صعوبة من حيث المناورة بتلك العبوات، بسبب وزنها واستهلاكها كميات كبيرة من المواد المتفجرة في ظل ندرتها في حينه، وكذلك الحاجة لزرعها في الأرض ضمن ظروف أمنية معقدة؛ لضمان عدم كشفها من قبل الاحتلال، وهنا انطلق مسار طويل لمحاولة تطوير أسلحة أخرى ضمن المتاح والمتوفر من قدرات وخامات محلية.
وأشارت القسام إلى أنه في عام 2000؛ بدأت أولى المحاولات لتصنيع قذائف مضادة للدروع وحملت اسم (البنا - البتار) وكذلك العبوات الجانبية ولكن معضلة الاختراق والتدمير ظلّت قائمة، وتمكن مهندسو القسام عام 2004 من تصنيع قذيفة وقاذف الياسين (P2) وهو نسخة عن القاذف الروسي الصنع (P2-RPJ)، وبذلك حققت وفرة نسبية في السلاح والذخائر إلا أن معضلة الاختراق والتدمير لم تُحل، وفي العام ذاته، بدأت تتقاطر إلى داخل قطاع غزة أعداد شحيحة جدًا من القاذف الروسي P7-RPJ وبأثمان باهظة جدًا تصل لـ 30 ألف دولار للقاذف والقذيفة، وقد كانت تمر عملية الإمداد عبر مراحل معقدة وتتخطى بصعوبات العديد من الحواجز.
وعملت كتائب القسام لاحقا، على تقسيم قواتها إلى تخصصات ليكون تخصص مضاد الدروع أحد أبرز هذه التخصصات وأكثرها أهمية، ومع تحرير قطاع غزة من قوات الاحتلال عام 2005، تطورت قدرات المقاومة الفلسطينية بشكل عام وتطور التصنيع العسكري لكتائب القسام بشكل خاص، وشهد عام 2007 دخول كميات كبيرة من السلاح إلى قطاع غزة، منها P7-RPJ وبكميات وفيرة ما أدى إلى خروج قاذف الياسين من الخدمة، كما دخلت أنواع أخرى من الأسلحة المضادة للدروع الموجهة وبعيدة المدى مثل الفاغوت والكورنيت والكونكورس وغيرها.
وأشارت القسام، إلى أنها دربت عددا من مقاوميها على تلك الأسلحة خارج فلسطين المحتلة وتم تعزيز تخصص مضاد الدروع لدى القسام بالخبرات والعتاد.
وأوضحت، أن النقلة النوعية بالنسبة لتطور قدراتها في التصنيع كانت في عام 2014، التي بدأت فيها بتطوير وإعداد البحوث كونها تحتاج إلى دقة عالية في القياسات والخامات والسبائك، وبعد العشرات من المحاولات والتجارب في الأعوام 2015-2016-2017م، ودخلت قذيفة الياسين 105 إلى الخدمة عام 2018.