ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: ذكر تحقيق لموقع "سيحا ميكوميت" العبري -نقلا عن مصادر عسكرية- أن جيش الاحتلال كان على علم بأن تفجير القنابل العادية داخل الأنفاق قد يؤدي إلى إطلاق غازات سامة تقضي على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلى أسرى إسرائيليين أيضا، وبينهم رون ابن معيان شيرمان التي تتهم المؤسسة العسكرية بقتله عمدا الآن.
وقال مصدران للموقع إن جيش الاحتلال، على علم بأن انفجار القنابل عند فتحة الأنفاق يطلق غازات سامة داخلها، وبينها أول أوكسيد الكربون.
وكان قائد الأركان غادي إيزنكوف حينها حدد هدف "عملية البرق"، بتحويل الأنفاق إلى فخ قاتل لمئات من مقاتلي حماس، حيث لا يتعلق الأمر -حسب المصدر الأول- باستخدام رأس متفجرة كيماوية أو بيولوجية، وإنما بتفجير قنابل داخل فضاء مغلق، بما يطلق غازات تتأثر بها مساحة واسعة من هذا الفضاء.
وطفت مسألة استخدام الغازات السامة في قطاع غزة إلى السطح بعدما زعمت معيان شيرمان (أم رون الجندي الذي أسرته المقاومة، واستُرجعت جثته منتصف ديسمبر/كانون الأول مع جثتي أسيرين آخرين) أن الجيش قد تعمد قتله.
ونقل موقع "سيحا ميكوميت" -في لقاء معها- قولها إن ابنها قد قتل، لكن "ليس على يد حماس ولا في إطلاق نار عرضي، بل قتل عمدا؛ قُتل بقنابل غازات سامة".
وأضافت أن وفدا من جيش الاحتلال زارها بعد استرجاع الجثة لم يستبعد فرضية الوفاة تسمما نتيجة قصف إسرائيلي، وذكّرت بأنه "لم تكن على الجثة كسور ولا جروح ناتجة عن طلقات ولا حتى الآثار المتيبسة للكمات".
وحسب الدكتور دانييل سولومون المتخصص في علاج جروح الصدمات الناتجة عن استنشاق الدخان والغازات فإن من الصعب العثور على علامات خارجية تشير إلى تسمم بأحادي أوكسيد الكربون إذا مضت فترة معينة بين الوفاة ولحظة استرجاع الجثة.
ويقول الجيش إن جثث شيرمان واثنين آخرين عثر عليها في 14 ديسمبر/كانون الأول في نفق بجباليا،لكن شيرمان تتهم الجيش بقتل ابنها بمضيه قدما في اغتيال مقاومي حماس رغم علمه بوجود ابنها في المكان.
وقال هذا المصدر إن جيش الاحتلال أخطأ في المحاولة الأولى، أما في الثانية فقد أصاب قائد لواء شمال غزة أحمد الغندور الذي كان أسفل بناية كبيرة، و"عندما تقصف فإنك تعرف أن القصف سيهوي بكل البناية. وأعتقد أن كثيرًا من الفلسطينيين قتلوا".
والناطق العسكري دانييل هاغاري زعم أن الجيش لم يكن يعلم بوجود أسرى في منطقة تمركز الغندور، لكن هذا الناطق زعم الشيء نفسه حتى بعدما بثت حماس تسجيلا ظهرت فيه الأسيرة نوا آرغاماني، وقالت فيه إن البناية التي احتُجزت فيها مع أسيرين آخرين قد قصفها الجيش.
وذكّر موقع "سيحا ميكوميت" بأن كلام هاغاري لا ينسجم مع شهادة مصدر أمني رفيع كشف عنها لأول مرة وتقر بأن سلاح الجو في بداية الحرب قصف عشرات الفلسطينيين، رغم مخاوف من وجود أسرى بالقرب منهم، ليضيف المصدر بصريح العبارة "الأخطاء واردة، وبالتأكيد قصفنا أسرى".
ويجيب المصدر الأمني "ليس قرارا يتخذ على مستوى الجيش بل على المستوى السياسي، وربما على يد قادة كبار في الجيش."
وحسب المصدر ذاته، فإن الجيش كان يعلق عمليات القصف عندما يعرف بوجود أسرى في المنطقة، لكن هذا حدث فقط في المراحل الأخيرة من الحرب.
بعد استرجاع جثث شيرمان وأسيرين آخرين زعم الجيش مقتل المحتجزين الثلاثة على يد حماس، لكن التشريح الطبي لم يظهر أي آثار إصابات خارجية مثل طلقات نارية أو كسور، ولم يستبعد الناطق العسكري هاغاري نفسه حينها أن يكونوا قضوا اختناقا أو تسمما أو حتى نتيجة قصف إسرائيلي، إضافة -طبعا- إلى فرضية قتلهم على يد حماس.
الجيش قرر إغلاق التحقيق في مقتل رون شيرمان، لكن أمه تطالب باستمراره، قائلة "كرروا على مسامعنا في لقاءاتنا مع الجيش والحكومة أنهم يعتقدون بوجود أسرى بالقرب من كبار قادة حماس، فكيف وهم يعرفون ذلك مضوا قدما في القصف؟" لتختم حديثها بصرخة ألم "أحدهم يكذب، من الواضح أنهم ضحوا بابني، هل كانوا يفعلون ما فعلوا لو تعلق الأمر بابن (بنيامين) نتنياهو لا بابني رون؟"