فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: وصف المرصد الأورومتوسطي معسكر "سديه تيمان"، التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في المنطقة الواقعة بين بئر السبع المحتلة وغزة، بأنه "غوانتنامو" جديد، نظراً للجرائم التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين فيه.

وأشار المرصد إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم، وكشفت فيه عن استشهاد عدد من أسرى قطاع غزة في المعسكر جراء التعذيب والظروف القاسية التي فرضها جنود الاحتلال عليهم.

وقال: المعسكر المذكور تحول إلى سجن "غوانتنامو" جديد يتم فيه احتجاز المعتقلين في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ودون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت، وتتراوح الفئات العمرية للمعتقلين في المعسكر المذكور بين القصر وكبار السن، ويتم التحقيق معهم معصوبي الأعين وأيديهم مكبلة معظم اليوم في مجمعات مسيجة. وبحسب الإفادات، فإنه وخلال ساعات الليل، تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم.

وكشف عن شهادات جمعها من معتقلين أفرج عنهم من المعسكر قالوا فيها إنهم "تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وأكدوا على "وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي وأرجل المعتقلين في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم دون ماء أو طعام وهم مكبّلون ومعصوبو الأعين، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء".

وكشف أحد المعتقلين المفرج عنهم أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاه 5 معتقلين وقتلوهم.

وذكر المرصد أنه وثق اعتقال 1200 فلسطيني من قطاع غزة، خلال الحرب، والاعتداء عليهم من قبل الجنود وتجريدهم من ملابسهم وتقييد أيديهم بالإضافة لمختلف وسائل التعذيب والحرمان من الطعام والنوم.

ووثق المرصد الأورومتوسطي شن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال عشوائية طالت أكثر من 1,200 من المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين.

وأضاف: تلقى المرصد الأورومتوسطي شهادات من معتقلين تم الإفراج عنهم تفيد بإجبار الجيش الإسرائيلي بعض المعتقلين على حمل أسلحة بغرض التقاط الصور لهم وتسويق تبرير حملة الاعتقالات وما يتضمنها من تعذيب وضرب مبرح وسوء معاملة.

وأشار إلى اعتقال عشرات النساء بينهن "هديل يوسف عيسى الدحدوح" التي ظهرت في صورة تم اقتيادها داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني.

ودعا المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر والفريق الأممي العامل المعني بالاحتجاز التعسفي إلى الضغط على سلطات الاحتلال لــ"الكشف مصير المعتقلين من قطاع غزة والإفراج عنهم والتحقيق فيما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة".