جنين – قدس الإخبارية: تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي جرائم الحرب في الضفة الغربية وغزة باستهداف كل مظاهر الحياة، ولعلّ أبرز مظاهر هذه النازية الجديدة استهداف القطاع الصحي وبنيته التحية، وهو ما شهدناه في عدد من مشافي قطاع غزة وأبرزها مشفى الشفاء.

استهداف المشافي والقطاع الصحي لم يقتصر على غزة والأكاذيب وتزييف الحقائق حولها، حيث طال مشافي وطواقم الإسعاف في الضفة الغربية، ولعل أبرزها ما يحدث اليوم في جنين.

وأعلن جيش الاحتلال مدينة جنين منطقة عسكرية مغلقة، وذلك بعد اقتحامه المدينة، حيث تخلل الاقتحام مواجهات مسلحة مع المقاومين الفلسطينيين في مدينة جنين ومحيط مخيمها.

واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس مدينة ومخيم جنين وريفهما المحيط، وبدأ اقتحامه بحصار مشدد على كافة مشافي جنين وتقييد حركة مركبات الإسعاف.

وهو ما أكده الدكتور وسام صبيحات مدير عام مديرية الصحة في جنين،  حيث أوضح أن كافة مستشفيات مخيم جنين حاصرها الاحتلال، ويسمع دوي طلقات نارية من حين لآخر.

وأضاف صبيحات أن قوات الاحتلال تفرض طوقا حول المستشفيات ما يعيق حركة تنقل الأجهزة الطبية والمرضى وذويهم.

وعبّر صبيحات عن مخاوف الأهالي والأطباء من استهداف المستشفيات والأبنية والمواطنين وأن يتحول مصير المستشفيات إلى مصير مستشفيات قطاع غزة، وعلى رأسها مستشفيات الشفاء والرنتيسي والأقصى.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول تعرض مشفى جنين الحكومي للحصار الإسرائيلي لأكثر من 5 مرات، وتخلل الحصار توقيف وتفتيش مركبات الإسعاف والتدقيق في هويات الجرحى.

وما جرى لمشفى جنين الحكومي تكرر مع مشافي ابن سينا التخصصي والأمل والشفاء للولادة والرازي وجميعها في جنين، إضافة إلى مشفى طولكرم الحكومي ومشفى هوغو تشافيز في بلدة ترمسعيا شرقي رام الله.

مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر أوضح أن الحصار يستمر من بداية كل اقتحام إلى حين انسحاب قوات الاحتلال.

وأضاف أن الحصار كان يتخلله تفتيش لسيارات الإسعاف والتدقيق في هويات الجرحى، وبالتالي منع أو إعاقة وصول المصابين "وفي ذلك تأثير في تلقيهم الخدمة الطبية في الوقت المناسب لتكون النتيجة استشهادهم أو اعتقالهم".

نقيب الأطباء الفلسطينيين شوقي صبحة، قال إن اعتداءات الاحتلال على مستشفيات غزة "تتكرر بنفس السيناريو في الضفة الغربية من حصار ومنع دخول المرضى واستهداف سيارات الإسعاف".

وأكد صبحة أن "ما يجري مبرمج ومخطط لمهاجمة القطاع الصحي في فلسطين ودفعه للانهيار، الاحتلال لا يريد حتى للمصابين والمرضى أن يبقوا على قيد الحياة، يريدون أن يعدموا الجميع، ومن لا يعدم يموت متأثرا بجراحه أو مرضه".

وهاجم نقيب الأطباء المنظمات الدولية التي لا يتوقع أن تساعد على الضغط لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وأضاف "لا أريد أن أناشد أحدا، لا الصليب الأحمر، ولا منظمات حقوق الإنسان، ولا منظمة الصحة العالمية، جميعها أكذوبة كبيرة، أموال طائلة صرفت على هكذا مؤسسات وجمعيات وورشات عمل ودورات، وللأـسف لا يوجد لها أي دور".

وقال إن أكثر ما يخشاه الفلسطينيون في الأيام القادمة "تهور الاحتلال بغطاء أميركي ودولي وتكرار مأساة غزة في الضفة".