رام الله - قدس الإخبارية: أكدت فصائل فلسطينية، اليوم الثلاثاء 27 يونيو 2023، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية تفضح الأهداف الإسرائيلية القائمة على فكرة الاستيطان والتطهير العرقي.
وأكدت حركة حماس أن تصريحات نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الفاشية حول ضرورة العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين بإقامة دولة لهم، تؤكد مجدداّ وبوضوح أهداف الكيان الفاشي القائم على فكرة الإبادة والتطهير العرقي، والاستيطان الإحلالي، بعيداً عن شعارات السلام المزعوم والزائف.
وقالت الحركة إن "تصريحات نتنياهو تستدعي من قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية إعادة النظر في التزاماتها مع الاحتلال وفي مسار التسوية والمفاوضات العبثية، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني معه، وتحويل البوصلة باتجاه تعزيز الموقف الوطني ضد الاحتلال على قاعدة استمرار الثورة حتى زواله عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، فدولتنا وحقوقنا الوطنية تُنتزع بالقوة ولا تستجدى من الأعداء".
ودعت الدول العربية إلى "تفعيل مقاطعة الكيان المحتل ووقف كل أشكال التطبيع معه، والذي لم يزده إلا عدوانية وغطرسة، وفتح شهيته على مزيد من الوحشية وسرقة الأرض وانتهاك كرامة الإنسان وحرمة المقدسات".
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "إدانة تلك المواقف والتصريحات التي تجاوزت أبسط الحقوق وانتهكت كل القوانين والقرارات ذات الصلة حتى باتت تهدّد السلم والأمن في المنطقة، ما يُلقي بمزيد من المسؤولية على الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية كافة ذات الصلة".
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام ما يسمى بـ(لجنة الخارجية والأمن في الكنيست) التي تحدث فيها عن الدور الوظيفي للسلطة، والحرص على بقائها مع اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، تكشف حقيقة الأهداف الصهيونية من وراء الاتفاقات المبرمة مع (م. ت.ف)، والتي هي بمثابة صفعة في وجوه المطبعين العرب والفلسطينيين.
وأضافت الجهاد في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء: إن هذه التصريحات تستدعي موقفاً وطنياً من قيادتي السلطة والمنظمة يستجيب للإجماع الوطني بإلغاء العمل بجميع الاتفاقات الأمنية والسياسية مع العدو الصهيوني، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال العلاقة معه بما في ذلك وقف التنسيق الأمني".
وأكدت الحركة أن هذه المواقف الصهيونية تفرض على العرب والمسلمين مقاطعة كيان العدو الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في المقاومة والدفاع عن نفسه بكل السبل، خاصة في ظل التصعيد الخطير لإرهاب المستوطنين وعدوانهم على المسجد الأقصى والقدس وقرى الضفة المحتلة، بحماية ودعم من حكومة العدو وجيشها المجرم.
في السياق، عدّت الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين تصريحات نتنياهو باجتثاث فكرة الدولة الفلسطينيّة، واستحضاره للحلّ الاقتصادي بديلًا، مترافقًا مع المصادقة على بناء 5623 وحدةً استيطانيّةً جديدةً في الضفة، في إطار توسّع استيطاني يستهدفُ الضمّ وحسم الصراع على الأرض؛ دليلًا حاسمًا – مع كل ما سبق من سياساتٍ وإجراءاتٍ مماثلة – بفشل الرهان على إمكانيّة الوصول إلى حلٍّ سياسي مع الكيان الصهيوني يلبّي حقوق شعبنا في الحريّة والاستقلال، وعلى أنّ الاتفاقات الموقّعة معه شكّلت غطاءً له لتعميق احتلاله الاستعماري، وخلقِ وقائعَ يعمل من خلالها على فرض تصوّره لإنهاء الصراع، بعيدًا عن أي حقوقٍ سياسيّةٍ للشعب الفلسطيني.
ودعت الجبهةُ الشعبيّةُ الرئيسَ أبا مازن على وجه الخصوص، بما يمثّل، إلى تحمّل مسؤوليّاته التي يفرضها عليه موقّعه بالقطع مع أيّ أوهامٍ أو رهانٍ على المفاوضات وما يسمى بالعمليّة السياسيّة، ومغادرة حالة الركون والمراوحة في المكان ذاته، التي توفر للعدو مزيدًا من الوقت لحسم الصراع.
وشددت على ضرورة تحشيد الوضع الوطني الفلسطيني من خلال تجديد اجتماعات الأمناء العامين للفصائل وانتظامها، وتنفيذ ما سبق أن قررته من تفاهماتٍ ومخرجات، وما يمكن أن يصدر من الاجتماعات اللاحقة.
ودعت إلى "تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بالقطع مع اتفاق أوسلو والاتفاقات اللاحقة، وما ترتّب عليها من التزاماتٍ أمنية وسياسية واقتصادية، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني".
وأشارت إلى "استكمال الحوارات الوطنيّة لإنهاء الانقسام، وبناء وحدةٍ وطنيّة تعدّديّة، تستند لاستراتيجيّةٍ وطنيّةٍ، عمادُها مقاومةُ الاحتلال بمختلف الوسائل، وانطلاقًا من أنّ الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراعٌ شاملٌ ومفتوح، وإعادة بناء المؤسّسات الوطنيّة، خاصّةً منظمة التحرير الفلسطينيّة ديمقراطيًّا، وبما يكفل مشاركة الجميع، تعزيزًا لمكانة المنظّمة باعتبارها ممثّلًا شرعيًّا وحيدًا للشعب الفلسطيني".