الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: أكدت موجة الهجمات الإرهابية التي نفذتها ميلشيات المستوطنين، في الضفة المحتلة، خلال الأيام الماضية على الارتباط الوثيق الذي يربطها مع جيش الاحتلال وقادة الحكومة.
في تقرير على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشار الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنيع إلى الدور المركزي الذي يلعبه وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، في إدارة ملف الضفة المحتلة، بعد الصلاحيات التي حصل عليها نظير التوصل إلى اتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي مع حزب "الليكود"، بقيادة بنيامين نتنياهو.
الصحفي الإسرائيلي قال في تقريره: "في الطابق الخامس عشر من برج وزارة الأمن في تل أبيب ، طابق واحد فوق مكتب وزير الجيش جالانت ، يجلس وزير الجيش الثاني ، ولكي نكون دقيقين أكثر في التوصيف هناك تم تشكيل حكومة ثانية، حكومة يهودا، حيث ينفذ سموتريش بأفعاله بهدوء وذكاء ومكر".
ويؤكد أن السيطرة على ملف الضفة انتقل إلى سموتريتش، القادم من حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يحمل أيدلوجيا تتوافق مع ميلشيات المستوطنين التي تشن هجمات على القرى الفلسطينية، في سياق عمل مخطط لتهجيرها، كما تؤكد الأفكار والتصريحات والبيانات التي ينشرها قادتها.
وفي تقرير آخر على "يديعوت أحرونوت"، أكد الصحيفة أن المستوطنين الذي ينفذون الهجمات على القرى، في الضفة المحتلة، هم بالغون ويحمل السلاح مما يؤكد على أنهم جنود في قوات الاحتياط، في جيش الاحتلال.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية التي تعمل عليها هذه الميلشيات المدعومة من وزراء، في حكومة الاحتلال، على رأسهم إيتمار بن غبير وسموتريتش، هو مهاجمتها "قرية تلو الأخرى"، وهو ما يعزز المخاوف من اتساع قوة هذه الميلشيات بعد الدعم الذي حصلت عليه من الأجهزة السياسية في دولة الاحتلال.
وكان سموتريتش دافع في تغريدات، عبر حسابه على "تويتر"، عن الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميلشيات المستوطنين على قرية أم صفا شمال غرب رام الله، يوم السبت الماضي، وقال إنه "دفاع عن النفس"، حسب زعمه.
وفي الهجمات السابقة التي شنتها ميلشيات المستوطنين على القرى الفلسطينية، صرح قادة في حكومة الاحتلال بينهم سموترتيش على دعم العمليات الإرهابية التي ينفذها المستوطنين، خاصة مع الهجوم الذي جرى على بلدة حوارة جنوب نابلس، قبل شهور، وقد أعلن وزير المالية في حكومة الاحتلال علناً أنه مع "محوها عن الوجود".
ولا يتوقف الدعم الذي تتلقاه ميلشيات المستوطنين على مستوى التمويل، والحماية من جيش الاحتلال، والتدريب، ومنحها الشرعية بل إلى المشاركة الميدانية من قبل قادة الاحتلال، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم أمس، عن مشاركة عضو في "الكنيست" عن حزب "الصهيونية الدينية" في الإشراف على الهجوم الذي تعرضت له قرية عوريف جنوب نابلس، الأسبوع الماضي.
وفي سياق التراشق الداخلي بين الأحزاب، في دولة الاحتلال، وصف وزير جيش الاحتلال السابق بيني غانتس على أن الميلشيات الاستيطانية التي تعمل في الضفة بأنها "ميلشيات سموتريتش"، في إشارة إلى الدور العميق الذي تلعبه أحزاب "الصهيونية الدينية" التي تتولى مسؤوليات هامة، في حكومة الاحتلال، في دعم المستوطنين.
