رام الله - متابعة قدس الإخبارية: تراجعت ثقة الإسرائيليين بشكلٍ واضح في المنظومة العسكرية خلال السنوات الأخيرة في ظل المواجهات المتتالية مع المقاومة الفلسطينية سواء على صعيد قطاع غزة أو حتى الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب التهديدات الخارجية.
وبحسب معهد الديمقراطية الإسرائيلي فإن الثقة الممنوحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي انحسرت إلى 78 في المئة فقط، وهو أدنى رقم منذ عام 2008، فيما أظهر مؤشر الأمن القومي أن ما يقرب من 60% من الجمهور الإسرائيلي يرون أن هناك تراجعاً في إحساسهم بالأمن الشخصي.
وبحسب الاستطلاع فقد أعرب 30% عن خوفهم من حدوث ضرر في أمنهم نتيجة عمليات المقاومين الفلسطينيين، فيما عبر 14% آخرون عن خوفهم من التعرض للأذى بسبب أعمال عنف بين "الفلسطينيين والمستوطنين".
في هذا السياق، يقول الصحفي والمختص في الشأن الإسرائيلي محمد بدر أن الأزمة لها علاقة بأكثر من مستوى، ومنها ما هو متعلق بعدم قدرة الجيش على التعامل بشكل ناجح مع التهديدات التي تحيط بالاحتلال الإسرائيلي سواء على صعيد المقاومة الفلسطينية في القطاع أو حتى في الضفة الغربية.
ويضيف بدر لـ "شبكة قدس" أن أحد مسببات تراجع الثقة الإسرائيلية في الجيش يعود إلى نشوء تهديدات جديدة مثل مجموعات المقاومة الفلسطينية في الضفة وحالة الفشل في التعامل مع العمل المقاوم هناك منذ ما يزيد عن عام ونصف.
وبحسب الصحفي والمختص في الشأن الإسرائيلي فإن تطوير المقاومة الفلسطينية في غزة لأدواتها القتالية، بحيث أصبحت قادرة على استهداف المدن المحتلة عام 1948؛ خلق شعورا لدى الإسرائيليين بعدم الأمن، لأن الجيش لم يعد قادرا على وقف حالة التطور في أدوات المقاومة وكذلك غير قادر على ردعها إلى حد ما.
ويشير بدر إلى أن مبادرة المقاومة الفلسطينية كذلك في بعض الأحيان لافتتاح جولات التصعيد يعني أن جيش الاحتلال لديه مشكلة في الردع على عكس ما يسوق ويروج.
ووفقاً للصحفي والمختص في الشأن الإسرائيلي فإن الأزمة الثانية متعلقة بالواقع الاجتماعي الإسرائيلي في ضوء النظر للخدمة العسكرية على أنها عبء بسبب أن "المجتمع الإسرائيلي" تشرب أفكار مجتمع السوق وانخرط في التنافس الفردي لتحقيق إنجازات فردية وهذه الظاهرة نقيض مباشر للعقيدة القتالية والحربية لدى المجتمعات.
ويتابع: "إضافة للفوارق بين الجنود المتعلقة بجيش الاحتلال سواء كانت إثنية أو دينية أو اقتصادية وهو ما يعزز الأزمات داخل المنظومة العسكرية ويعزز نفور المجتمع الأوسع منها".
ويلفت بدر إلى أن النظرة إلى الجيش أصبحت أيضا تخضع للتوجه السياسي للأفراد وخلفياتهم السياسية، ولا شك أن الاشتباك في الخطاب السياسي حول الجيش هو عامل مساهم في ذلك.