أبوظبي - قدس الإخبارية: أعاد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على تدريس الهولوكوست في المنهاج الإماراتي تسليط الضوء على سعي الاحتلال الإسرائيلي لطمس جرائمه بحق الشعب الفلسطيني من مدخل استعارة التاريخ لتبرير جرائم الحاضر.
وسيبدأ التدريس حول الهولوكوست في دروس التاريخ في المدارس الابتدائية والثانوية في الإمارات بعد بعد أكثر من عامين من توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال في عام 2020 كجزء من صفقة توسطت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لما حصل في يونيو/ حزيران 2021، حينما افتتحت إمارة دبي معرضًا تذكاريًا للهولوكوست، يُعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات.
أما عند الحديث عن تدريس الهولوكوست فإن الأمر لا يقتصر على القراءة التاريخية المجردة للهولوكوست، وإنما قراءة تاريخية بأجندة سياسية إسرائيلية، كون الحركة الصهيونية استغلت مجموعة من الأحداث التي حدثت مع اليهود في أوروبا مثل ألمانيا وروسيا، وتعاملت معها كأحد المبررات والدوافع لاستعمار فلسطين واحتلالها تحت شعار تخليص اليهود من الظلم الواقع عليهم.
الصهيونية رفعت شعار أن المجتمعات الأوروبية رغم ما مرت به من حداثة وتطور إلا أنها نبذت اليهود ورفضت اندماجهم، وقد حاولت الصهيونية اتخاذ هذه الفكرة كرافعة لدعوتها يهود العالم أو كبار المسؤولين الغربيين للاستعمار في فلسطين، على اعتبار أن ما حصل معهم من هتلر قد يكرره زعيم آخر.
وبعد تحول الحركة الصهيونية لمشروع دولة قائم على ممارسة الاضطهاد والظلم والانتهاك بحق الفلسطينيين طرح سؤالاً كبيرًا يتمثل في "هل اليهودي أراد التخلص من الظلم فتحول لممارسته بحق الفلسطينيين؟".
ويطرح ما يحصل حاليًا من استخدام الهولوكوست عنواناً لافتاً يتمثل في استخدام الإسرائيليين له في التغطية على جرائمهم، بمعنى أنه بمجرد الحديث عن الجرائم الإسرائيلية أو الاحتلال فوراً يتم توجيه الاتهام للمتحدث بمعاداة السامية، وهو ربط غير سليم من الناحية العلمية إذ لا توجد علاقة بين معاداة اليهود وبين معاداة "إسرائيل" كدولة احتلال تمارس العنف ضد الفلسطينيين.
ويعكس التمسك الإسرائيلي بالهولوكوست استعارة هذا الحدث لتبرير وجودها على الأرض الفلسطينية غيرها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، ويصل الحد في هذه الاستعارة إلى اعتبار أن "إسرائيل" إذا لم تقتل أو تمارس التهجير فإن اليهود سيفقدون المكان الذي خلصهم من عذابات العالم، كما يزعمون.
ويظهر من خلال استخدام هذه السردية حرص الإسرائيليين على استخدام ما يبرر وجودهم على أرض فلسطين وعلى جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن، إلى جانب التوسع الاستيطاني الإحلالي على مختلف الأراضي. وبالتالي فإن تدريس الهولوكوست هو عملية سياسية تهدف إلى هندسة الوعي لتقبل الجريمة الواقعة على الفلسطيني.