فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: توالت التحذيرات منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الاتفاق الائتلافي بين المستوطن إيتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو، بشأن إمكانية حدوث تصعيد ومدى تأثير تشكيلة الحكومة الجديدة على العلاقات مع الدول خاصة واشنطن والدول الأوروبية والعربية التي وقعت اتفاقات تطبيع.
اليوم، وبعد مباشرة بن غفير بتنفيذ مخططه بما يتعلق باقتحامات الأقصى؛ توالت الإدانات الفلسطينية والعربية والدولية، للاقتحام الذي استمر نحو 13 دقيقة، لباحات المسجد الأقصى بقيادة بن غفير وبمشاركة مئات المستوطنين، بعدما مارس إعلام الاحتلال تضليلا إعلاميا جاء فيه أن بن غفير أجل اقتحامه للأقصى الذي أعلن عنه في وقت سابق لينفذه بعد ساعات من الإعلان عن التأجيل.
التوجه إلى الأمم المتحدة
قرر الرئيس محمود عباس تكليف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية ومجموعات متطرفة، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني في القدس المحتلة.
وأكد الرئيس عباس على أهمية هذا التحرك الدولي لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرا إلى أن هذا التحرك يتم بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية والعمل مع المجموعات الشقيقة والصديقة في الأمم المتحدة.
وبحسب مواقع عبرية، فإن الأردن قادت حملة الانتقادات العربية ضد الاقتحام، مشيرة إلى أن بعثة الإمارات في الأمم المتحدة قدمت طلبا باسم الأردن وفلسطين لعقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في المسجد الأقصى.
يشار، إلى أن اليابان هي الرئيس الحالي لمجلس الأمن وهي من ستقرر عقد اجتماع بشأن المسجد الأقصى أم لا، علما أن الحديث لا يدور عن نقاش طارئ وإنما إضافة ملف على أجندة الجلسات القادمة التي تناقش الوضع في الشرق الأوسط.
خلاف مع دول العالم
رئيس وزراء الاحتلال السابق، "يائير لابيد"، قال إن اقتحامات وزير الأمن القومي "بن غفير" للأقصى وضعت الاحتلال الإسرائيلي في خلاف مع نصف دول العالم.
وأضاف "لابيد" الذي يتزعم المعارضة بعد تسلم "نتنياهو" منصب رئاسة الوزراء، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقبل إملاءات من أحد فيما يتعلق بأمنه، لكن حتى يقضي بن غفير 13 دقيقة في الحرم القدسي وضعنا في خلاف مع نصف العالم.
وأردف في تغريدة له، أن "ذلك يمثل عدم مسؤولية سياسية وضعفا لا يصدق من جانب نتنياهو أمام وزرائه".
إدانات دولية
الاتحاد الأوروبي، أكد في بيان له، على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة، مشددا على متابعته الأفعال التي تتعارض مع ذلك، فهي تساهم بزيادة التوتر في القدس وفلسطين.
وقال الاتحاد الأوروبي، إن الأسابيع الماضية شهدت زيادة خطيرة في التوتر والإصابات، وأن من المهم وقف التصعيد وتجنب أي أعمال واستفزازات تغذي هذا التوتر.
وعقّب السفير الأميركي لدى الاحتلال "توماس نايدس"، على اقتحام "بن غفير" للأقصى، وقال: الولايات المتحدة أبلغت الحكومة الإسرائيلية بأنها تعارض أي خطوة تستهدف الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس".
وأضاف نايدس أنه "ليكن واضحا، نحن معنيون بالحفاظ على الوضع القائم، وأي عمل يمنع ذلك غير مقبول. وقلنا هذا الأمر بصورة واضحة لحكومة الاحتلال".
وشارك العشرات في الولايات المتحدة الأميركية في تظاهرة نظمت أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجا على الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، وطالبوا بمقاطعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
فيما أعربت المملكة المتحدة عن قلقها إزاء اقتحام "بن غفير" للأقصى، وقالت في بيان لها: "تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بالوضع الراهن، ومن المهم على الجميع تجنب كافة الأنشطة التي تؤجج التوترات".
وعربيا، أدانت الأردن ومصر والإمارات وقطر والسعودية وجامعة الدول العربية والكويت الاقتحام المذكور، وأكدت على ضرورة عدم المساس بالوضع القائم في الأقصى.
بن غفير يقتحم الأقصى
اقتحم "بن غفير" زعيم حزب "قوة يهودية" اليميني المتطرف، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال، عقب تحذيرات من إمكانية تصعيد الأوضاع الأمنية، وذلك في أول زيارة له بعد استلامه منصبه كوزير في حكومة "نتنياهو".