القدس المحتلة - شبكة قُدس: تتوالى التحذيرات المتكررة من الهجمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك، خشية أن تكون الشرارة لمواجهة مقبلة.
مختصون في شؤون القدس، أكدوا أن الاقتحمات الأخيرة لباحات الأقصى، تأتي في إطار كسب رضا جمهور المستوطنين، خاصة ما جرى في عيد "الحانوكا" العبري، مثل السجود الملحمي والاقتحامات المتتالية والمتواصلة على مدار أيام، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى.
وقال المختص في شؤون القدس شعيب أبو سنينة، إن الاحتلال يحاول تعزيز الوجود الصهيوني في ساحات الأقصى التي جعلها ثكنة عسكرية خلال عيد "الحانوكا".
تحذيرات من عسكرة الأقصى
من جانبه، حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، من عسكرة ساحات المسجد الأقصى، في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال لباحات المسجد. واعتبر أن الاقتحامات الأخيرة بالغة الخطورة بحق المسجد الأقصى، خاصة تلك التي تنفذها شخصيات سياسية تتبنى أطروحة المنظمات المتطرفة تحت ستار الأعياد والمناسبات الدينية.
وأشار مجلس الأوقاف، إلى أن مجموعات المتطرفين استغلت هذه الاقتحامات السياسية لتعيث فسادًا في المسجد من خلال تنفيذ طقوسها الاستفزازية من استلقاء وصراخ وغناء في ساحات المسجد المباركة، والتي تزامنت مع سلسلة استفزازات لا تتوقف عند عسكرة ساحات المسجد الأقصى، تحت حجج ومزاعم الترتيبات الأمنية، سامحة لقواتها بالتنغيص على المصلين عند بوابات المسجد وداخل ساحاته وأروقته المستباحة من قبل مجموعات عساكر الاحتلال على تعدد مسمياتها.
وقال المجلس، إنه يراقب "بقلق شديد سيل التصريحات الإعلامية من داخل ساحات المسجد الأقصى وحملات التحريض الممنهجة والتي تشكل ذروة الخطورة والتهديد الفعلي والذي لا يمكن إغفال تبعاته التي تسعى وتحرص عليه هذه المنظمات المتطرفة ومن يقف خلفها، لانتهاك حرمة المسجد واستفزاز مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم.
الأحداث في الأقصى قنبلة موقوتة
وسبق أن حذر مسؤولون إسرائيليون سابقون، من أن تعيين رئيس حزب "قوة يهودية" المستوطن المتطرف إيتمار بن غفير، وزيرًا لما يسمى بـ"وزارة الأمن الداخلي" في الحكومة الجديدة، بعد تغيير اسم هذه الوزارة إلى "وزارة الأمن القومي"؛ قد يؤدي إلى إشعال المنطقة وتفاقم الوضع في المسجد الأقصى.
وأكد المسؤولون أنه "عندما تطلع على مواقف بن غفير بخصوص الضفة المحتلة والمسجد الأقصى، ترى أن تعيينه يشكل وصفة لإشعال الوضع الإقليمي، الأمر الذي قد يخرب جهودنا في التعامل بشكل فعال مع التهديد الإيراني، الذي يتطلب تعزيز قوة الجيش وكذلك التنسيق الإستراتيجي مع الولايات المتحدة ودعم الغرب".
واعتبر الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "أمان" أن المسجد الأقصى هو قنبلة حقيقية، محذرًا من اشتعال الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية المحتلة، ومشددًا على أنه سيكون لذلك "تأثير دراماتيكي" على العلاقات مع الأردن.