شبكة قدس الإخبارية

الحركة الأسيرة في نعي القائد أبو حميد: ماذا يقول السرطان والسجان في موت الذي ما خاف يوماً مرةً منهم

c4M9f

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: نعت الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال ونادي الأسير الشهيد القائد ناصر أبو حميد، الذي ارتقى فجراً بعد رحلة من النضال والاعتقالات والمعاناة مع مرض السرطان الذي تفشى في جسده بعد الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له، منذ شهور.

وقال الأسرى في رسالتهم: مالَكِ يا فلسطين تلتفِّين بالأثمد الذَّبَّاح، والأرض تأخذ وقتها في خلخلة التراب المرنَّخ والمضمَّخ بالدَّم الحنُّون، لتوضِّب مكاناً يليق بفارسها المدجَّج بالمؤبَّد، والمعبَّد بالسلاح الواثق الصدَّاح بالفكرة الأم فلسطين.

وجاء في الرسالة: تحت الأرض أقوامٌ من الشهداء قد نصروا كرامتنا، وخاطبهم ضمير الناصر الحي الذي يبقى، بأني قادمٌ فرِحاً لأني لم أزل فيكم على العهد الذي كُنَّاه. مالَكِ يا أُمَّهُ، يا أُمَّنا، يا أُمَّةٌ في سيِّدة، تعُضِّين على ضفيرةٍ لم يرها ناصرُ منذ شبَّ عن السِّياج، إلى صهيل المعركة، يا لِدمعتكِ المالحة، تصير شهداً على وجنته المسجِّاة  نحو القدس قطعاً، عند قُبلَتِكِ الأخيرة، عند قِبلَتِنا الخالدة، وهو بكل حنُّون دمه يستريح في نعشه الأبدي، وابتسامة الواثق من أصبعه الباقي على الزِّناد تعلنُ طلقته الأخيرةَ حراً إلى الآخرة. 

وعن رحلة ناصر النضالية: ماذا يقول الموت والسرطان والسجان في موت الذي ما خاف يوماً مرةً منهم، وأبقاهم سهارى لا ينامون، خوفأ من صلابته جسارته وقدرته على استنزافهم في كل جولات المنازلة التي لا تكافؤ فيها رغم حربته التي من جذع زيتون قديم، كانت في يد السَّبَّاق عبد المنعم، شقيقه الذي سبقه على طريق الحرية والشهادة، ويتركها عهدة لأربعة أشقائه المؤبدين، ويكون نصر.

وفي التأكيد على الحزن الذي يكلل فلسطين، قالوا: مالنا والحزن يأكلنا، ويكتب ناصر نعيه فينا وفيه، في خطانا، ونحن نحمله على الأهدابِ نبضاً في شِغاف القلب، يحملُنا إلى النصر الذي ما مات فيه، وقلبه باقٍ على الباقين، فكيف لنا على جبلٍ من الوجع الذي فينا، وقد فُتناك للموت الذي فينا وأنت الحيُّ تحمينا. حزينة فلسطين، والقدس، والأمعري، بجرح غيابك الكاوي، ولكن، لك العلياء، لك المجد الذي خَصُّوُهُ للشهداء، ويعلو كعبُكَ العالي لفوقِ جبين سجَّانك، وأنت السيد العالي الذي في حضرة الأعلى شهيدٌ من ندى الوادي فطوبى لك.

وفي رسالة ثانية قالت الحركة الأسيرة لعائلة الشهيد: إننا إذ ننعى الشهيد ونعزيكم وأنفسنا برحيل القائد المجاهد ناصر؛ ننقل تعازي كافة الأسرى إلى عائلتكم المجاهدة الصابرة، وتعجز حروف أبجديتنا العربية عن صياغة كلماتٍ توازي صبركم وعطاءكم وثباتكم، وإلى أمه الصابرة المحتسبة كل كلمات التقدير والاعتزاز بما قدمت من شهداء وأسرى، ولم يثنها ذلك يومًا بل زاد من صبرها وإقدامها على تحدي العدو المجرم الغاشم.

وللشعب الفلسطيني والمقاومة: ونحن نودع الحبيب ناصر الذي عرفته شوارع الوطن مقاومًا ومشتبكًا، وارتقى نتيجة الإهمال الطبي والتقصير في السعي لتحريره؛ لقد آن الأوان لتحرير أبنائكم من الأسر على يد عدو مجرم يتفنن في صنوف العذاب والإهمال الطبي لأبنائكم، ألا يكفي هذا العدد من الشهداء في صفوف الأسرى حتى يلتقط الجميع الرسالة الواجب القيام بها لتحريرنا؟.

وقالت الحركة الأسيرة للاحتلال: إن سياسة القتل الممنهج التي ترتكبونها بحقنا لم ولن تضعف من عزيمتنا يومًا، ولن توقف مقاومتنا داخل السجن وخارجه، بل تزيدنا يقينًا بصواب المنهج والهدف، وسوف تدفعون ثمن إجرامكم قريبًا وعاجلًا وليس آجلًا.

#الأسرى #ناصر أبو حميد