رام الله - خاص قدس الإخبارية: اعتبر بسام أبو شريف المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن ما يتم كشفه حاليًا من وثائق متعلقة بالتحقيق في عملية اغتياله تندرج في إطار الصراعات الداخلية في صفوف حركة فتح.
وقال أبو شريف في حوار صحفي خاص مع "شبكة قدس": "لا أعتقد أن توقيت نشر هذه المحاضر أو جزء منها له علاقة بموضوع الرئيس ياسر عرفات وإنما معركة تكتيكية تخاض داخل صفوف فتح بين من كان رئيساً للجنة التحقيق وهو توفيق الطيراوي وبين الرئيس محمود عباس الذي قام بعزله عن منصبه كمسؤول عن جامعة الاستقلال وقلص إلى حدود الصفر صلاحياته كعضو لجنة مركزية".
وواصل قائلاً: "الطيراوي أصبح شبه ملاحق تحضيرًا وتهيئة لفصله من اللجنة المركزية وهو جزء من معركة قائمة داخل صفوف فتح"، مردفاً: "كل المحاولات التي تتم في الفترة الأخيرة لإظهار أن حركة فتح موحدة وقوية فشلت، فالحركة لم تعد هي التي كنا نعرفها تحت قيادة عرفات وفتح الآن تحولت إلى مجموعة من القبائل التي يسعى كل طرف فيها للحفاظ على موقعه خشية من تعرضه للفصل أو الإطاحة بقرار فردي يتخذه أبو مازن".
واستطرد قائلاً: "لا شك أن هذه المحاضر لم يكن لها أن تنشر أو تقرصن لولا الخلاف بين الطيراوي وعباس والصراع مضت عليه فترة طويلة وكان الطيراوي يمثل بوجهة نظره مجموعة كبيرة من كوادر فتح الذين يرفضون أسلوب عباس وطريقة إدارته، خصوصًا وأن للطيراوي موقفاً ضد الحكومة ورئيسها وشن في السابق حربا عليها وهو ما اعتبره أبو مازن حرباً عليه".
وكشف المستشار السابق لعرفات: "هناك أشياء لم أقلها حاليًا ولا أظن أنني سأفصح عنها في الوقت القريب لأنها تقع تحت الخط الأحمر وتوضح أن بعض قياداتنا تعمل بشكل وثيق مع الوكالة الأمريكية للاستخبارات والمخابرات الإسرائيلية، وأنا لا أقول من أجل التشكيك بالقيادات الحالية ولا أتهم شخصاً ولكن أقول ذلك للتنبيه".
في سياق آخر، شدد أبو شريف على أن عملية التهيئة والتحضير لاغتيال عرفات تمت بتنسيق أمريكي وإسرائيلي، وبموافقة مسبقة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، مضيفاً: "بدأ العمل على نزع الغطاء السياسي عن الرئيس ياسر عرفات منذ اغتيال رابين، رغم أنني أعرف أن رابين لم يكن مختلفاً عن بقية القادة الصهاينة والشيء الوحيد الذي كان يهتم به مصداقية التوقيع على الاتفاق الذي يلزمه بالانسحاب بشكل متتالٍ من الأراضي التي احتلت عام 1967 أو القدس، لكنه تلكأ تحت ضغوط داخلية ما فتح الأبواب لاغتياله".
ولفت أبو شريف إلى أن التحالف الذي كان بين محمود عباس ومحمد دحلان اللذان كانا يلتقيان سراً مع شارون وموفاز لمناقشة مستقبل السلطة الفلسطينية ومصير عرفات فيها من أجل المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق أوسلو بعد اغتيال رابين.
وأتبع قائلاً: "في إحدى الجلسات قال أبو مازن لشارون لا نريد أن يصاب عرفات بأذى ونحن بصدد نزع صلاحيته المالية والأمنية وستصبح هذه الصلاحيات لنا، وبذلك سيهمش، فيما رد شارون بالقول: لو نزعتم كل صلاحيته سيبقى صاحب القرار طالما بقي على قيد الحياة".
وبين أن بوش أجرى مشاورات مع مصر والسعودية لاستمزاجهم حول قرار شارون المضي قدماً في اغتياله قبل أن يبلغه بالموافقة على القرار بعد 24 ساعة من طلبه مهلة للتفكير في هذا القرار.
وكشف أبو شريف عن معلومات وصلته من شخصية كانت تعمل مع بوب اينز قائد جهاز الاستخبارات الأمريكي في المنطقة والذي قتل في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت بشأن قرار التخلص من عرفات وموقف القادة العرب والطريقة التي ستتم والسم الذي سينفذ به الاغتيال.
وأكد المستشار السابق لعرفات أنه نقل للرئيس الراحل جميع هذه المعلومات من هذه الشخصية والتي ثبت لاحقاً مصداقيتها وصحتها.