شبكة قدس الإخبارية

محلل فلسطيني: عرين الأسود تمثل النموذج المطلوب للوحدة الوطنية

ساري.PNG
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: قال الباحث والمحلل السياسي ساري عرابي إن حالة الضفة الغربية حاليًا هي نتاج لمراكمة مستمرة ومتواصلة منذ العام 2015 التي شهدتها سلسلة من الهبات في سنوات 2017 و2019 و2021.

وأضاف عرابي في حديثه لبرنامج حوار قدس الذي يبث عبر شبكة قدس الإخبارية أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إهمال هبة القدس التي انطلقت عام 2015 والتي شهدت سلسلة العمليات الفردية، مردفاً: "لا يمكن إغفال حروب المقاومة في قطاع غزة لا سيما حرب 2014 التي مثلت رافعة معنوية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية والتي ربما هي التي انعكست على هبة القدس عام 2015".

وأشار إلى أن معركة سيف القدس عام 2021 والتي بعد هذه المعركة شهدت مناطق شمالي الضفة هذه الظواهر المسلحة المتمثلة في مجموعات المقاومة، مستكملاً: "نحن لا نتحدث عن ظاهرة جديدة بالمطلق لكن الجديد هي السمات".

وأوضح أن ما يجري هو نتاج مراكمة للعمل المقاوم في واقع الضفة الغربية بالإضافة إلى استمرار التحديات المتمثلة في استفزاز الفلسطينيين ومشاعرهم في المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين وفشل المشروع السياسي وانسداد الأفق.

وبحسب عرابي فإن الضفة الغربية والقدس المحتلة تعيش حالة كفاحية مفتوحة وبالتالي لا يجب التوقف كثيرًا عند المصطلحات سواء كانت انتفاضة أو هبات، ولا يجب بأي حال من الأحوال المقارنة مع الماضي أو المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ويستطرد قائلاً: "نحن أمام حالة مختلفة في الضفة تناسب الواقع الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في الضفة الغربية"، مواصلاً: "السياسات الأمنية للاحتلال الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية لم تتوقف حتى قبل ما يعرف بكاسر الأمواج".

ويلفت عرابي إلى أن الاحتلال تاريخيًا يشن حملات عسكرية على الضفة الغربية يطلق على بعضها أحياناً "نبش القبور" أو "جز العشب" بالإضافة إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين لا يقل شهرياً عن 300 معتقل حتى قبل عملية شهر مارس الماضي.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي فإن التحفز الأمني الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية هي سياسة قائمة دائمة حتى في الوقت الذي كانت فيه المقاومة أقل مما هي عليه الآن وهذا يعكس أن الاحتلال يقرأ عمق المجتمع الفلسطيني.

وأكد عرابي على أن عملية كاسر الأمواج قد فشلت تمامًا وبات الاحتلال الإسرائيلي مستنزف وبات جنوده أكثر انتشاراً في مدن الضفة وبات المشروع الاستيطاني الذي يعتبر خياراً استراتيجياً للاحتلال يشكل عبئاً أمنياً عليه في الفترة الأخيرة.

وعن مجموعة عرين الأسود، علق قائلاً: "مجموعة عرين الأسود تتسم بالنضج أكثر وهي تدل على حالة تطوير في العمل المقاوم وعدم الرجوع للخلف، إضافة إلى أن هؤلاء الشبان نجحوا في تجاوز الحساسيات الفصائلية والتنظيمية".

وأشار إلى أن هؤلاء المقاومين ينتمون فكرياً لتنظيمات فلسطينية مختلفة ولهم أفكار سياسية مختلفة لكنهم يمثلون النموذج المطلوب للوحدة الوطنية، مستكملاً: "ليس مطلوب من أحد التخلي عن أفكاره الأيدلوجية ومعتقداته السياسية لكن بإمكان الجميع أن ينصهر في إطار المقاومة والعمل المقاوم".

وشدد عرابي على أن المخرج للحالة الفلسطينية هو نموذج مشابهة لحالة عرين الأسود يخرج من الحساسيات الضيقة في الساحة الفلسطينية والاتفاق على فكرة المواجهة، مؤكدًا على أن تأثير عرين الأسود تجاوز جغرافيا البلدة القديمة في نابلس ليصل إلى مختلف مناطق الضفة الغربية.

ويواصل: "عدم رفع عرين الأسود لأي فكر سياسية أو حزبي يجعل بعض الأطراف المناوئة لفكرة المواجهة تفشل في استهدافهم ففكرة المقاومة كانت تستهدف تحت فكرة الانقسام أو غيره خصوصاً وأن هؤلاء الشبان لا يطمحون بأي مقابل سياسي وهو ما يجعل فكرة استهدافهم بدعاية مضادة ضعيفة".

 

 

#حوار_قدس