شبكة قدس الإخبارية

اغتيال الكيلاني.. هل نحن أمام مرحلة جديدة من المواجهة بالضفة الغربية؟

الكيلاني
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أثارت عملية اغتيال المقاوم الفلسطيني تامر الكيلاني في البلدة القديمة بنابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فجر الأحد 23 أكتوبر 2022، التساؤل عن دوافع الاحتلال من وراء تنفيذه هذه العملية.

وفتح تنفيذها بهذه الطريقة الباب واسعًا للنظر في حالة القلق الأمني والعسكري التي يتعامل بها الاحتلال الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتحديدًا مجموعة عرين الأسود في نابلس خلال الفترة الأخيرة.

وتعكس هذه العملية بعدين أمنيين يتمثلان في أهمية اتباع المقاومين الفلسطينيين للإجراءات الأمنية المشددة خلال تنقلهم وتحركهم، أما البعد الثاني فيتمثل في أن الاحتلال ينظر بعين الخطورة والجدية في تعامله مع مجموعات المقاومة.

ومن الدلائل التي تشير لها عملية الاغتيال رغبة الاحتلال في السيطرة على ظاهرة عرين الأسود وضمان عدم تمددها في ظل عدم نجاح العقاب الجماعي المتمثل في الحصار الخانق المفروض على نابلس بهدف كبح جماح العمليات.

في السياق، يقول الباحث والمختص في الشأن العبري حسن لافي إن الاحتلال الإسرائيلي لم يعلن بصورة رسمية عبر مؤسسة الجيش اغتيال للقيادي في عرين الأسود الكيلاني إضافة إلى عدم التعليق على الحادثة بأي شكل من الأشكال.

ويوضح لافي لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال ترك للإعلام الإسرائيلي طرح احتمالين، ونسبهما إلى مصادر فلسطينية، الاحتمال الأول، اغتيال من قبل الجيش، والاحتمال الثاني، انفجار داخلي أثناء تجهيزه موتوسيكل بعبوة ناسفة.

ويضيف: "الخطورة تكمن أن مثل هذه العمليات الصامتة من الممكن أن تثير الفتنة والشكوك بين الجسم التنظيمي (عرين الأسود) من جهة وبين البيئة الحاضنة والجسم نفسه خاصة مع تغذية ذلك من إعلام استخباراتي اسرائيلي موجه بكل أدواته وهذا الأمر استخدمته إسرائيل كثيرًا".

ويلفت إلى أن المطلوب الهدوء وعدم التسرع بأخذ أي خطوات ميدانية من قبل عرين الأسود في قضية الاغتيال والتعامل أن هناك مرحلة جديدة من الاستهداف الإسرائيلي بالاغتيال الصامت.

ويردف لافي: "من المحتمل جدًا أن تتحول عملية الاغتيال التي جرت في نابلس إلى مجموعة أخرى من الاغتيالات خاصة وأن كل الإشارات التي تخرج من الضفة الغربية باستخدام سلاح المسيرات المذخرة في منطقة شمال الضفة".

في السياق ذاته، يعتقد الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن ما جرى مع الكيلاني كان متوقعًا كون الاحتلال تحدث بوتيرة متصاعدة في الفترة الأخيرة عن عمليات اغتيالات من الجو قد تتم لمقاومين فلسطينيين.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن سياسة الاغتيالات ليست بالجديدة على الاحتلال الإسرائيلي حيث اعتاد على تنفيذ هذه العمليات تاريخيًا، غير أن الجديد في الأمر هو استهداف مجموعة عرين الأسود بهذه الطريقة والأسلوب.

ويرى أن عملية الاغتيال للكيلاني جاءت بشكلٍ صعب على اعتبار أنها جرت داخل أروقة البلدة القديمة في نابلس التي تتمتع بتعقيدات خاصة مقارنة بمناطق أخرى، وبالتالي فالاحتلال يبدو أنه معني بتنفيذ هذه العملية في هذا التوقيت.

ويضيف أن هذه العملية في الوقت ذاته تعكس خشية حقيقة لدى الإسرائيليين من مجموعة عرين الأسود باعتبارها مجموعة مقاومة ذات طابع عسكري ولها نجاحات ميدانية وعسكرية وشعبية ونجحت خلال فترة بسيطة في الوصول والتأثير في الشارع الفلسطيني.

ويستكمل قائلاً: "الاحتلال بات قلق من تحول هذه الظاهرة إلى مجموعة في مناطق فلسطينية أخرى داخل الضفة وبالتالي هو يستخدم كافة الأدوات والوسائل سواء عبر الاغتيالات أو الحصار الخانق وأدواته للتأثير على وعي الجماهير".

ويشير عرابي إلى أن الاحتلال عبر سياسة الحصار المتبعة حاليًا على نابلس يريد الضغط على المجتمع اقتصادياً ومحاولة زرع فكرة أن المقاومة هي عبئ على المجتمع الفلسطيني وهذا يوسع من تغول الاحتلال، لكن الاحتلال أمام معادلة صعبة فالتغول الأمني والعسكري قد يفضي إلى توسع حالة المقاومة وهو أمر يخشى منه الاحتلال.

ويلفت عرابي إلى أن عملية الاغتيال أو غيرها من العمليات التي قد ينفذها الاحتلال قد تأتي بنتائج عكسية شعبياً وأمنياً كما جرى مع الشهيد عدي التميمي منفذ عمليتي شعفاط ومعاليه أدوميم في القدس المحتلة، ويسهم في خلق المزيد من النماذج في الفترة المقبلة.

#المقاومة #عرين_الأسود #تامر_الكيلاني