شبكة قدس الإخبارية

تقرير: الشركات الإسرائيلية مصدر برامج التجسس لديكتاتوريات العالم

c443a7149aff494387215286b396a2a8

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: دلائل جديدة تطفو إلى السطح عن تورط دولة الاحتلال في تزويد أنظمة ديكتاتورية، حول العالم، بوسائل تكنولوجية للتجسس على المعارضين وملاحقة الأحزاب السياسية، بعد أن كانت لعقود مصدراً للسلاح أيضاً الذي ارتكبت فيه مجازر بشعة بحق الشعوب في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

في الاتحاد الأوروبي، ثارت مؤخراً قضية محاولة اختراق هاتف زعيم المعارضة اليونانية، لنيكوس أندروولاكيس. التحقيقات أشارت إلى أن المحاولة التي بدأت مع الصحفي، بتانسيس كوكاكيس، جرت عن طريق “Predator” الذي تنتجه شركة إسرائيلية باعته لعدد من أجهزة الأمن والاستخبارات في العالم.

الفضيحة دفعت رئيس المخابرات اليونانية، باناجيوتيس كونتوليون، إلى الاستقالة بينما بقي رئيس الوزراء في منصبة، بعد أن ادعى أن لا علاقة له بقضية التجسس. 

مصادر إعلامية كشفت أن وفداً من الاتحاد الأوروبي زار مؤخراً دولة الاحتلال الإسرائيلي، للتحقيق في قضية تجسس نفذتها المخابرات الإسبانية بحق قادة كتالونيين، اتهمت شركة "NSO" الإسرائيلية بالوقوف خلف بيع برامج التجسس فيها.

الضربة القاسية التي تعرضت لها شركات التجسس الإسرائيلية، كانت بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إدراج شركة "NSO" وشركات أخرى في إحدى قوائم المقاطعة التابعة للإدارة بعد تورط الشركة في سلسلة من الفضائح والعثور على جاسوس "Pegasus على هواتف موظفي السفارة الأمريكية في أوغندا.

هذه الخطوات دفعت وزارة جيش الاحتلال إلى تقليص أعداد الدول التي تقدم لها برامج تجسسية وإلغاء برامج تسويق لها.

إحدى الشركات الإسرائيلية الصاعدة في تسويق برامج التجسس، تعود ملكيتها لضابط سابق في الاستخبارات والقوات الخاصة في دولة الاحنلال. شركة تعود ملكيتها للعقيد تال ديليان الذي يركز مبيعاته على الدول التي لا تسمح وزارة جيش الاحتلال على بيع البرامج لها، مثل بنغلاديش والسودان وأوكرانيا.

شركة ديليان التي تعمل من خارج دولة الاحتلال، ولا تخضع لرقابة وزارة الجيش كما يقول المسؤولون عنها، حققت أرباحاً تجارية كبيرة بعد الحظر الأمريكي الذي فرض على شركات إسرائيلية أخرى.

تقارير إعلامية وثقت بيع شركة ديليان منتجات تجسس للمخابرات المصرية، كما عرضت برنامجها “بريداتور” على حكومة أوكرانيا التي ترفض دولة الاحتلال بيع برامج التجسس لها، خوفاً من الغضب الروسي. 

كما عرضت الشركة برامجها على حكومات ساحل العاج، ومدغشقر، ومالي، والمملكة العربية السعودية، وصربيا، وعُمان، وبنغلاديش، وأرمينيا، والفلبين.

يعمل برنامج التجسس Predator من خلال طريقة "نقرة واحدة، أي عن طريق إغراء الشخص الذي يحمل الهاتف إلى النقر فوق شيء ما، على سبيل المثال رسالة SMS من شركة بطاقات الائتمان إلى أن تسمح للبرنامج باختراق الجهاز. 

يوفر البرنامج خدمة اختراق 400 هاتف محمول، 20 منها في نفس الوقت – بشرط أن يكونوا داخل حدود البلد المستهدف ولديهم بطاقات SIM محلية. 

يشتمل النظام أيضًا على شبكة من المجالات الوهمية الملفقة و"سلاسل مجهولة" التي تضمن أنه إذا تم اكتشاف الاختراقات فلن يتمكن أحد من ربطها بالمشغل. 

هذه الميزة تسمح للبلدان بجمع معلومات استخبارية لا تقدر بثمن مع إخفاء الهوية بالكامل تكلف 13.6 مليون يورو.

يوفر البرنامج نظام متنقل للاقتحام عن بعد موجودة في حقيبة ظهر، يسمح بالتجسس عن طريق السيطرة على شبكة Wi-Fi التي يتصل بها الجهاز المستهدف، بإدخال Predator باستخدام طريقة "النقر الصفري" أي دون أن يضطر صاحب الهاتف الدخول لأي ربط أو فتح رسالة، بشرط أن يكون المشغل قريبًا جسدياً من الجهاز المستهدف وشبكة الانترنت المتصل بها. 

من بين خيارات نقل البرنامج، “Zero Click” هو من خلال حافلة صغيرة محملة بأجهزة إلكترونية متطورة قادرة على العمل من مسافة أكبر، وتبلغ تكلفة استخدامها 4.5 مليون يورو.

يعمل فريق ” بريداتور” “المفترس” أيضًا على تطوير نظام اختراق “بدون نقرة” سيتم تثبيته فوق طائرة بدون طيار. 

في عام 1979 التحق ديليان بوحدة هيئة الأركان “سييرت متكال” وخدم فيها كمقاتل، ثم عينه قائد الوحدة في ذلك الوقت موشيه يعلون ليكون مسؤولاً عن الأسلحة الخاصة، بعد أن تدرب على تطوير الأدوات التكنولوجية تم ترقية ديليان إلى مناصب في هيئة مقر الاستخبارات، وفي منتصف التسعينيات انضم إلى الوحدة 8153، في عام 1998 جرى تعيينه قائدًا للوحدة وأصبح أحد أقوى الأشخاص في الاستخبارات.

كان ديليان أيضًا أحد مؤسسي برنامج “عتيديم” “Atidim”، الذي يسمح لخريجي المدارس الثانوية المتميزين من الأطراف والطبقات الخاصة بالدراسة للحصول على درجة أكاديمية.

في عام 2002، توقفت مسيرته العسكرية ببعد فتح تحقيق من قبل شرطة التحقيقات العسكرية للاشتباه في تورطه في مخالفات مالية في الوحدة الخاضعة لقيادته. 

وادعى هو نفسه أنه تمت تبرئته من جميع الإجراءات المتخذة ضده وأنه قرر الاستقالة من الجيش بمبادرة منه، لأنه لم يرد الخدمة في جيش يخترعون فيه "مؤامرة ضد ضابط".

في ديسمبر الماضي، أعلن معهد “Citizen Love” أنه تم اكتشاف نظام Predator على الهواتف المحمولة لشخصيتين من المعارضة المصرية: السياسي المنفي أيمن نور، ومقدم شهير لبرنامج إخباري مصري (ظل مجهول الهوية)، وقد هاجر أيضًا من مصر. وفقًا للتقرير استخدمت أجهزة المخابرات المصرية Predator لاختراق أجهزة iPhone الخاصة بهم باستخدام الروابط المرسلة إليهم على WhatsApp.

 لم يتمكن باحثو “Citizen Love” من تحديد موقع الكود الكامل لبرنامج التجسس، لكنهم وجدوا أنه قادر على الأقل على تنشيط الميكروفون والاستماع إلى المحادثات في الغرفة أو التنصت على المحادثات الصوتية على الجهاز بما في ذلك من التطبيقات.

ترجمة:  "موقع الهدهد"

#Predator #شركات - التجسس -الإسرائيلي #تال ديليان