فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يصل الجنرال هرتسي هليفي إلى منصب رئاسة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأمامه تحديات قديمة - جديدة تتوسع باستمرار، في ظل الانتقادات من محللين وخبراء عسكريين إسرائيليين لرؤساء الأركان السابقين بسبب التقصير في بناء قدرات تستجيب بشكل كاف للتحديات القائمة أمام الجيش في فلسطين المحتلة والمنطقة.
يؤمن هليفي أنه يجب العمل على بناء "قدرات دفاعية" في الجيش، يواجه بها التحديات المتزايدة على جبهات مختلفة، خاصة بعد صعود قوى معادية مختلفة عن الكيانات التي واجهتها دولة الاحتلال في سنوات الخمسينات وحتى حرب أكتوبر 1973، تقوم في الأساس على منطق حرب العصابات والمساس بالمفاصل الحساسة في الاقتصاد والأمن والحياة داخل مجتمع المستوطنين.
رؤية هليفي استمرار لاستراتيجية بيني غانتس ولاحقاً غادي أيزنكوت وخلفه أفيف كوخافي، في بناء قوة "متعددة المجالات"، تندمج فيها أذرع الجيش كاملة في مواجهة أعداء "إسرائيل".
نظرية بناء قوة "متعددة المجالات" تأتي في ظل الانتقادات لجيش الاحتلال، من جانب متخصصين عسكريين وضباط سابقين، بسبب الاعتماد المبالغ فيه على الوسائل التكنولوجية التي لم تحقق حتى الآن حسماً في الحرب مع قوى المقاومة الفلسطينية، في ظل الضعف في الذراع البري، الذي ظهر بشكل واضح في المواجهات مع المقاومة في غزة ولبنان، منذ عام 2006.
ويرى هليفي أن الجيش يجب أن يهتم بالجانب الدفاعي في تطوير منظوماته العسكرية، لمنع أعداء "إسرائيل" من تحقيق هجمات داخل المستوطنات والمدن المحتلة، تحبط ما أسماها "الإنجازات" الإسرائيلية التي يحققها الجيش في عملياته العدوانية على الجبهات المختلفة.
وعلى الجبهة اللبنانية، يؤمن هليفي أن على جيش الاحتلال تحقيق مناورة عسكرية "صادمة" لحزب الله، حسب وصفه، تمنعه من التقدم إلى داخل فلسطين المحتلة، وإطلاق دفعات من الصواريخ خاصة بعد حصوله على منظومات دقيقة قادرة على إحداث دمار واسع في المدن المحتلة.
هذا التحدي في مواجهة حزب الله، يجعل تطوير سلاح المدرعات والبر أولوية قصوى أمام رئيس الأركان الجديد، وهو يعلم أن فكرة الدخول في معركة البرية أصبحت خياراً "مريراً" على الجيش ومجتمع المستوطنين، نظراً للخسائر المتوقعة التي ستلحق بالقوات.
إلى جانب تحدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أصبحت الضفة المحتلة مجدداً الجبهة الأكثر سخونة في مواجهة جيش الاحتلال، في ظل تصاعد المقاومة التي بدأ زخمها في الشهور الماضية ينطلق من مخيم جنين، وامتد إلى مناطق أخرى كانت خلال انتفاضة الأقصى موقعاً متقدماً لتنظيمات المقاومة، مثل نابلس وطولكرم وطوباس، ويعزز من هذه الحالة الجيل الجديد المتأثر برموز من مختلف الفصائل، والإرث الذي تركته المواجهات بين فصائل المقاومة في غزة وخلال انتفاضة الأقصى.
حاول جيش الاحتلال خلال الفترة الماضية نزع مفاعيل" معركة سيف القدس"، التي كان لها آثار شديدة الأهمية في مختلف فلسطين المحتلة خاصة في الضفة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وجاءت عملية "نفق الحرية" ومعركة "وحدة الساحات" لتعزيز الدعم المعنوي والسياسي لمجموعات المقاومة، في الضفة.
وفي إطار التهديدات التي تواجه جيش الاحتلال، يأتي الملف النووي الإيراني أمام رئيس الأركان الجديد كملف حساس في خيارات التعامل معه، إذ سيسعى لتعزيز الخيارات التي سيطرحها أمام المستوى السياسي لمواجهة التطور النووي الإيراني، بالإضافة لتعزيز التعاون مع الجيش الأمريكي.
التحدي الأساسي أمام هليفي هو استعادة الثقة بالذراع البرية في الجيش، ومنح دولة الاحتلال فرصة شن الهجوم في الوقت الذي تختاره، على الجبهات المختلفة.