رام الله - خاص قدس الإخبارية: يدفع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ باتجاه عقد مؤتمر فتح الثامن في أقرب وقت ممكن، بعد أن جرى تأجيله عدة مرات منذ مارس الماضي حيث الموعد الأساسي، والمفارقة أن نفس الجهة التي دفعت باتجاه التأجيل سابقا، ترى بضرورة عدم التأجيل هذه المرة.
تتقاطع هذه المعلومات مع تعليق للشيخ على موقع فيسبوك يقول فيه إن المؤتمر استحقاق تنظيمي ولا يجوز تأخير عقده مهما كانت المبررات، والدعوة لعقده مشروعة تنظيميا وسياسيا، ودعوة الكادر وقواعد التنظيم لعقده هي دعوة محقة ولا يجوز لأحد تجاوز النظام بتأجيل عقده مهما كانت الأسباب والمبررات.
تعليق الشيخ جاء على منشور للقيادي في حركة فتح منير الجاغوب، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعا فيه هو الآخر لعقد المؤتمر الثامن دون تأجيل، معتبرا أن المؤتمر العام الثامن ضرورة فتحاوية عاجلة، واستحقاق لأبناء الحركة لا يجب أن يتأخر أكثر من ذلك.
ووجه الجاغوب رسالة لأعضاء اللجنة المركزية في فتح قال فيها إنه "ليس من حق أحد أن يسلبنا هذا الحق، وفتح بحاجة لأن تظل مؤسساتها فاعلة ونشطة، والمؤتمر ليس هبة ولا منة من أحد، هذا حقنا، ولا يحق لأحد أن يحرمنا من حقنا في ممارسة دورنا في تقرير شؤون الحركة".
وتابع "أريد أن أقول لأخوتي في اللجنة المركزية نحن نحبكم ونقدركم وكنتم خياراتنا في المؤتمر العام السابع لكن لا تحرمونا من مواصلة الاختيار ومن مواصلة قول كلمتنا تحديدا في هذا الوقت الحساس، فكما لكم علينا الطاعة، لنا عليكم الالتزام بالنظام الأساسي للحركة".
وفي تصريح خاص لـ شبكة قدس قال الجاغوب إن التأجيل جرى مرتين دون أي توضيح للأسباب التي تقف وراء التأجيل، وقد حان الوقت لعقده لتجديد الدماء داخل حركة فتح.
وأشار الجاغوب إلى أنه كان يجب أن توضح اللجنة المركزية للكادر التنظيمي الأسباب التي تقف وراء التأجيل، وهذا ما لم يحدث، وبالتالي اليوم يجب عقد المؤتمر دون أي تأجيل.
لكن الصورة ليست كما يطرح الجاغوب، الذي أصبح مقربا من الشيخ، بحسب ما تكشف مصادر لـ قدس، بل إن الهدف هو التخلص من بعض المعارضين داخل اللجنة المركزية وعلى رأسهم توفيق الطيراوي، وملئ بعض الشواغر بعد فصل ناصر القدوة ووفاة جمال محيسن.
وتوضح المصادر أن تقديرات الشيخ والرئيس عباس والمحيطين بهما أن فصل الطيراوي من مركزية فتح، على غرار إقالته من رئاسة جامعة الاستقلال، لا يمكن أن يمر بهدوء، فالطيراوي لا زال يمتلك قوة على الأرض تمكنه من القيام باحتجاج عنيف ضد أي خطوة تتخذ ضده وتمس مركزه في فتح.
لذلك، ومنعا لحدوث إشكاليات كبيرة، تقول مصادر قدس إن الشيخ قرر التخلص من الطيراوي عبر المؤتمر الثامن، على أن يقوم بسد الشواغر بمقربين منه، ومن الأسماء المرشحة لعضوية اللجنة المركزية: أحمد عساف، ماجد فرج، ومحافظ القدس عدنان غيث، وغيرهم.
وتشير المصادر إلى أن خلاف الطيراوي مع الشيخ والرئيس عباس، مؤخرا، سببه وجود شبهات حول علاقته بمحاولة اغتيال ناصر الدين الشاعر، وأخيرا تسجيلات صوتية له يهاجم فيها الشيخ وأفرادًا من عائلته.
وبخصوص المعارضين الآخرين داخل المركزية، توضح المصادر أن جبريل الرجوب أصبح معارضا صامتا، وبعد احتجاجه على ترشيح الشيخ لعضوية المنظمة خلال اجتماع المركزية في نهاية يناير من العام الجاري، هاجمه الرئيس عباس، وقد أصر الرجوب بعدها على "التصالح" مع عباس، وجرى ذلك في منزل الأخير بوساطة زياد أبو عمرو.
وتبدو الصورة بالنسبة لمروان البرغوثي غامضة حتى الآن، تشير المصادر، لكنها تشدد على أن بقاء البرغوثي في المركزية سيكون فاقدا للتأثير، بعد التخلص من المعارضين الأساسيين.
وتكشف المصادر أن اللجنة التحضيرية التي تضم الشيخ ومقربين منه، إياد نصر كمثال، لم تحسم ملفات هامة من بينها تمثيل الأسرى والمحررين، بينما رد الشيخ على هذه المسألة بأن لا داعي لأن يكون هناك تمثيل من هذا النوع، "فجميعنا أسرى ومحررين".
وفي تقرير سابق لـ"شبكة قُدس"، أوضحت مصادر مطلعة، أن الرئيس عباس أكد للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن على ضرورة ألا يتجاوز عدد أعضاء المؤتمر 1200 عضو، ضمن معايير ونسب محددة، على أن تكون نسبة للأجهزة الأمنية، والمتقاعدين، ووزراء فتح الحاليين والسابقين، وأعضاء المجلس الثوري الحاليين والسابقين.
وبينت المصادر في حينه أن هناك خلافا قائما على العدد، والمعايير، ونسبة تمثيل كل شريحة، إذ يبدو لأطراف في الحركة أن المعايير والنسب وضعت لكي يتم اختيار أعضاء محسوبين على "قيادة الحركة المتنفذة".