القدس المحتلة - شبكة قُدس: اعتقلت قوات الاحتلال مئات المقدسيين على مدار الأيام الماضية، خلال تصديهم لاقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين، التي تخللتها اعتداءات بالجملة على المصلين.
وقال الصحفي المقدسي محمد سمرين، أحد المعتقلين المفرج عنهم، إنه بعد انتهاء صلاة الجمعة بدقائق، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المسجد الأقصى، بالتزامن مع إطلاقها قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي بكثافة.
وأضاف: كنت داخل المصلى القبلي، بهدف التغطية الصحفية، ووصلت قوات الاحتلال إلى باب الجنائز في المصلى القبلي وأطلقت الرصاص المطاطي بشكل كثيف وعشوائي ما أدى لإصابتي في ساقي اليمنى.
وأردف: تمكن المسعفون من نقلي إلى الشرفة الخارجية في الجهة الجنوبية للمصلى القبلي، وهناك شاهدت عشرات الإصابات معظمها في الرأس والوجه.
ويذكر سمرين، أنه وبعد نحو ساعتين، اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي بأعداد كبيرة من وحدات اليمام وشرطة وحرس الحدود ومخابرات الاحتلال. مضيفا: حاولت العودة إلى الخارج لكن إصابتي وسرعة تقدم الجنود حالت دون ذلك، فاحتميت مع مجموعة من المعتكفين خلف أحد الأعمدة لاتقاء الرصاص المطاطي.
وبحسب الصحفي المقدسي، فإنه حرص على تغطية رأسه بيديه حتى لا يصاب في الوجه، وأصيب برصاصتين مطاطيتين في الفخذ الأيسر، بالتزامن مع الضرب والتنكيل الذي كان يتعرض له المقدسيون والمعتكفون.
وأشار، إلى أنه "شاهدت وحشية غير مسبوقة، وأرسلت رسالة صوتية للزملاء في شبكة القسطل أن هناك قمعا عنيفا، ثم بدأت بتصوير مقطع فيديو لما يجري، وما هي إلا لحظات حتى انقض علي أحد جنود الاحتلال وصادر جوالاتي ولم يتم توثيقها كأمانات وألقاني على وجهي وأنا أصرخ فيه أنني صحفي ومصاب بقدمي، عندها استل هراوته وبدأ بضربي على ظهري ورجلي".
ووفقا لسمرين، فإن ما مرّ به وجموع المصلين والمعتكفين في الأقصى، عصيب جدا. مردفا: بعد نحو نصف ساعة وبعد تقييد كل المتواجدين في القبلي قاموا باقتيادنا إلى باب المغاربة، وهناك شعرت بنوع من الراحة ظنا مني أن فقرة الضرب قد انتهت وأننا سننقل إلى مركز تحقيق أو سجن. كن تفاجأت بوجود صفين من قوات الاحتلال على طول جسر باب المغاربة يقومون بركل وضرب كل من يمر بينهم من المعتكفين.
وأشار، إلى أن دماءً كثيرة سألت على الجسر، "وأغمي على شابين من شدة الضرب، وهناك تم التحقيق معي بشكل أولي، أخبرتهم أنني صحفي ومصاب لكن ذلك كان سببا في المزيد من الشتائم والضرب، وتم نقلنا بواسطة حافلات إلى مركز تابع لحرس الحدود قرب بلدة العيساوية، ولاقينا هناك فصلا جديدا من الضرب على أيدي وحدة اليمام، وتمت إعادة التحقيق هناك، ثم تم نقلنا إلى مركز المسكوبية حيث أبلغت أنني موقوف وسيتم عرضي على المحكمة في اليوم التالي".
وأضاف: انتظرنا حتى جاءت بوسطات النحشون وبدأت بنقل الشبان إلى سجن بئر السبع، لكنهم رفضوا نقلي وشابين آخرين بسبب إصاباتنا البليغة، وفُقد ملفي مع كثرة الأعداد وتم الإفراج عني وعن الشابين المصابين عند آذان المغرب وكان في استقبالنا عدد من المحامين والأهالي.
وذكر سمرين، أنه "فور الإفراج عني توجهت لمركز طبي في القدس وتبينت إصابتي بكسور وتهتك في عظم ساقي اليمنى، ورضوض بليغة في فخذي الأيمن، إضافة لرضوض في ظهري وأكتافي، وها أنا ذا ملقى على فراشي لا أستطيع الحركة".
واليوم، نقلا عن سمرين، أبلغ المحامي أن قاضي محكمة الاحتلال استداعاه للمحاكمة ظنا منه أنه لا زال معتقلا، لكن طاقم الدفاع استصدر قرارا بالإفراج عنه لاحقا.