شبكة قدس الإخبارية

الهيئة الوطنية وإسناد الداخل المحتل

5FNy6
عصام شاور

أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطينيي الداخل المحتل، بالشراكة بين الفصائل الوطنية والإسلامية، والمؤسسات الأهلية والمجتمعية، والمجتمع المدني، وشخصيات اعتبارية. السيد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكد أن هذه الخطوة جاءت لتأكيد وحدة القضية والشعب والأرض في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدا لأهالي النقب والداخل الفلسطيني أن كل محاولات الاحتلال لسلب الأرض والتهويد لن تمر.

أعتقد أن تشكيل هيئة وطنية فلسطينية تنطلق من غزة وتكون داعمة لأهلنا في الداخل يأتي استكمالا لما تحقق في معركة سيف القدس من وحدة وطنية، واستكمالا لمعادلة جديدة فرضتها المقاومة في قطاع غزة وهي أن المقاومة الفلسطينية لم تعد مخصصة للدفاع عن قطاع غزة وإنما للدفاع عن كل الفلسطينيين على أرض فلسطين، ولا فرق في ذلك بين غزة والضفة والقدس والمناطق المحتلة عام 48.

أعتقد أن تشكيل الهيئة الوطنية لدعم وإسناد أهلنا في الداخل المحتل هو قلب للأمور رأسا على عقب، وقلب للطاولة في وجه الذين يريدون التنازل عن ثلاثة أرباع الوطن، ويريدون تقسيم الشعب الفلسطيني جغرافيا وسياسيا ومعنويا، ويريدون لأهلنا في المناطق المحتلة عام 48 أن يتم الاستفراد بهم من جانب الكيان الإسرائيلي ليفعل بهم ما يحلو له باعتباره شأنا إسرائيليا داخليا لا يحق للسلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير التدخل فيه حسب اتفاقية أوسلو.

إن تشكيل هيئة وطنية لدعم وإسناد فلسطينيي الداخل المحتل لا يعني فتح جبهة جديدة ردًّا على كل شيء يحدث في الداخل، ولكنه يعني إعادة الروابط مع أهلنا في الداخل وتمتينها بكل الوسائل والطرق الممكنة من خلال المؤسسات الأهلية والمجتمعية والشخصيات الاعتبارية، وقد يكون هناك تدخل للمقاومة دعما وإسنادا ودفاعا عن أهلنا في المناطق المحتلة عام 48، وهذا شأن يخص المقاومة ولا يمكننا التنبؤ بما تخطط له، ولكن مجرد إعلان المقاومة عن استعدادها لذلك فهي تمنح الأمل لشعبنا الفلسطيني داخل المناطق المحتلة عام 48 أنهم ليسوا وحدهم، وقد أثبتت معركة سيف القدس أن شعبنا الفلسطيني يمكنه أن يتشارك في مقاومة الاحتلال عندما تكون الظروف مهيئة، حينها تسقط الحدود الوهمية واتفاقات العار وتبقى الحقيقة وهي أننا شعب واحد وعدونا واحد لا بد من مقاومته.

#الهيئة الوطنية وإسناد الداخل المحتل