القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: تصاعدت عمليات المقاومة بأشكالها المختلفة في الضفة والقدس المحتلتين، مؤخرا، وقد جاءت عملية عملية الشهيد فادي أبو شخيدم اليوم الأحد بالقدس، بعد يومين من عملية طعن نفذها شاب قبل أيام في المدينة.
وباتت هذه العمليات بطابعها الفردي وتلك التي تجري في مناطق شمال الضفة تشكل هاجسًا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يحاول تطويقها ومنعها خشية من تعاظمها ووصولها إلى مرحلة تمكن فصائل المقاومة من تنفيذ عمليات منظمة.
ويتفق مختصون في الشأن السياسي على أن هذه العملية تحمل في طياتها دلالات عدة أبرزها أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والضفة سيدفع باتجاه تنفيذ المزيد من العمليات وأن هذه الحالة لن ينجح الاحتلال في تطويقها.
في السياق قال المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن عملية القدس ما هي إلا ردة فعل طبيعية على ما تمارسه سلطات الاحتلال من عمليات بطش وتنكيل بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وبحق المقدسات والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أبو زبيدة لـ "شبكة قدس": "استمرار الاحتلال في تغوله على المقدسات وطرد السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وهدم العقارات وغيرها من ممارسات الاحتلال الاستيطانية، دفعت وستدفع بالمزيد من الشباب الفلسطيني للقيام بدوره وواجبه في مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية، فلا يمكن أن يقف الفلسطينيين مكتوفي الأيدي أمام تغول الاحتلال على الأرض والمقدسات والمواطنين الفلسطينيين".
واستكمل قائلا: "تتصاعد عمليات "المقاومة الفردية"، في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، وتشكل رقماً صعباً وهاجساً مخيفاً لدى القادة الصهاينة، حيث فشل الاحتلال في توقعها أو الحد منها نظرا لعدم اتخاذها الطابع المنظم والهرمي في تشكيل الخلايا سواء اجتماعات أو تنسيق وخلافه والتي من الممكن إحباطها".
واعتبر أن الميزة الجديدة لعملية القدس هي درجة الجرأة والتحدي لدى منفذها فادي أبو شخيدم ، فهي حتى الآن تشكل أوج تلك الجرأة، تخطيطها ناجح ومحكم لأنها تتلافي رقابة أمن الاحتلال بالكتمان والسرية والاحتياطات الأمنية الفعّالة والكفاءة القتالية وهو ما أحدث إرباكا لدى العدو.
وأشار إلى أنها عملية نوعية ليس فقط باستهداف مكان محصن بل بقدرة المجاهد فادي على الوصول إلى عمق هذا الموقع مسلحاً واصابة أهدافه بدقة وبسرعة فائقة، فاجأت العدو وفاقت كلّ توقعاته وأفشلت احتياطاته الأمنية الكبيرة.
واستكمل قائلا: "أثبتت هذه العملية البطولية فشل سياسة القبضة الأمنية وردع شعبنا ووقف بطولات رجال الضفة والقدس".
من جانبه، قال المحلل السياسي ساري عرابي إن لعملية القدس عدة دلالات أبرزها استمرار ظاهرة العمليات الفردية وفشل الاحتلال في تطويقها بشكل كامل، مشيراً إلى أن ما يجري هو امتداد للحالة التي نشأت عام 2015.
وأضاف عرابي لـ "شبكة قدس" أن من دلالات العملية أنها تتزامن مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة والقدس المحتلتين، معتبراً أن استمرار هذه العمليات سيدفع باتجاه تنفيذ مزيد من العمليات في المدى المنظور مع بقائها في إطار حالة الفردية.
وتابع قائلاً: "الحالة الأمنية القائمة في الضفة وصعوبة تنفيذ عمليات منظمة يدفع باتجاه استمرار حالة العمليات الفردية على صعيد الضفة أو حتى في القدس مع استمرار فشل الاحتلال في منع هذه العمليات كونها تتم بشكل فردي يصعب تتبعه في كثير من الأحيان".