رام الله - قُدس الإخبارية: أثار حادث تحطيم شاب لمجسمات الأسود على دوار المنارة، وسط مدينة رام الله، يوم أمس، تعليقات واسعة وجدالاً على وسائل التواصل الاجتماعي، في فلسطين.
بينما أعلنت الشرطة الفلسطينية أن الشاب الذي أقدم على تحطيم التماثيل، "مضطرب نفسياً"، اعتبرت فصائل وشخصيات سياسية فلسطينية أن الحدث مؤشر "خطير على انتشار الفكر الرجعي"، في المجتمع، حسب وصفها.
وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، إن "الاعتداء على رمز من رموز مدينة رام الله، اليوم، بوضح النهار، دون أي رد فعل من المواطنين، لوقف معول التدمير، يعكس المدى الذي وصل له الفكر الظلامي، والشعور المتنامي بعدم الاكتراث بالملكية العامة والتراث والتاريخ والأصالة".
واعتبر مجدلاني الذي يشغل أيضاً منصب وزير الشؤون الاجتماعية، أن الحادث "يتطلب وقفة مراجعة وتدقيق باستراتيجيات التعليم، والثقافة، والإعلام لإعادة الاعتبار لروح الانتماء للوطن والمواطنة".
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، في منشور على صفحتها في "الفيسبوك"، إن الحدث "مؤشر مذهل إلى أين تذهب البلد، إذا ما تم الوقوف أمام ذلك".
وأضافت: "هذا التمثال ليس للعبادة، هذا التمثال للزينة وللتعبير عن عائلات رام الله الأصلية، والتي ستبقى أسودا بعراقتها الشجاعة وقوة إيمانها في بلدها بأنها بلد الأحرار، ومنارة المستنيرين بروح الوطن والإنسانية".
وتابعت: "هذه رام الله وما علمتنا إياه، رام الله عبر التاريخ لبناء مستقبل زاهر وجامع لكل الأحرار والمواطنين".
من جانبه، اعتبر حزب فدا أن "تحطيم التمثال لا يتعلق بتحطيم صنم كما حاول المعتدي تصوير الأمر ودعمه البعض في ذلك، بل باعتداء وحشي على معلم تاريخي وفني ارتبط بوعي أهالي مدينة رام الله والذاكرة الجمعية لعموم المواطنين الفلسطينيين".
وقال إن الحادث "ردة وانتكاسة تريد العودة بالجمهور الفلسطيني، إلى الوراء، نحو حقب التخلف والسلفية والمحافظة والانغلاق، وهو في ذات الوقت محاولة من المعتدي الآثم نفسه ومن مشايعيه لفرض الثقافة المشوهة، التي ينادون بها لتسير في الاتجاه المعاكس لأجواء الانفتاح والتعايش والتسامح والإخاء، التي سادت على الدوام بين أبناء مدينة رام الله، التي تعتبر مدينة لكل سكانها".
وطالب "بتقديم المعتدي إلى الجهات القضائية ذات العلاقة لينال العقاب الرادع، الذي يستحق، وليكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أي معلم، من المعالم التاريخية والثقافية لفلسطين عموماً ولأي قرية أو مدينة أو منطقة فيها؛ لأن مثل هذه المعالم والرموز ملك للكل الفلسطيني وجزء من تاريخ فلسطين وشعبها"، حسب وصفه.
وفي بيان صحفي، عقب الحادث، قالت بلدية رام الله إن "المدينة ستبقى منارة للتنوير، وستبقى منارة رام الله شامخة بدماء ونضالات أبنائها، وستبقى أسودها برمزيتهم شهوداً على تاريخ هذه المدينة، ومتراساً لكل الوطنيين الأحرار، كما كانت حامية للمقاتلين الشرفاء من رصاص المحتل".