رام الله - خاص قدس الإخبارية: احتلت نتائج انتخابات نقابة المهندسين حيزا كبيرا من النقاش في الساحة الفلسطينية خاصة وأنها جاءت مخالفة تماما لسياقاتها في ضوء فوز قائمة العزم بمنصب نقيب المهندسين، وهي قائمة تنافست مع قائمة حركة فتح في الانتخابات.
ويرى النقابي سامح أبو عواد، الذي يشغل منصب رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت، أن نتائج انتخابات المهندسين تحمل رسائل سياسية بالأساس، في ضوء قمع الحريات والنهج السياسي الذي تمثله السلطة الفلسطينية وأنصارها، وتأجيل الانتخابات التشريعية.
وأضاف أبو عواد في حديث مع "شبكة قدس" أن منتسبي النقابات بدأوا يضيقون ذرعا بسيطرة حزب السلطة عليها، وهو ما يترك أثرا مباشرا على أدائها وتعاطيها مع حقوق المنتسبين لها، وبالتالي فإنه من المهم كان اختيار أصوات من خارج هذه المنظومة.
وشدد أبو عواد على أن الوجوه التي فازت في انتخابات نقابة المهندسين فاعلة ميدانيا ومرتبطة بهموم الناس والشريحة التي تنتمي لها، فمثلا نقيب المهندسين نادية حبش تشارك بشكل مستمر في الاحتجاجات والمسيرات والنشاطات الشعبية.
وفي السياق قال النقيب السابق لنقابة المهندسين وأحد مرشحي حركة فتح للدورة الجديدة عن نابلس، المهندس مروان جمعة، إن هناك عدة عوامل ساهمت في أن تكون النتيجة على هذا النحو، أهمها المشهد العام الحاصل في الضفة الغربية، مؤكدا "نحن كمهندسين متشابكين مع القضايا الوطنية العامة وليس الخلافات الداخلية".
وأضاف "أهم سبب في طبيعة نتائج انتخابات المهندسين، هو السبب السياسي، ثم في المرتبة الثانية تدافع الأجيال والجهل ببعض الأسماء، ولكن السبب الأساسي هو الأول خاصة ما جرى بعد مقتل نزار بنات، وأيضا إلغاء الانتخابات التشريعية".
وقال "نحن لا نفصل العمل الوطني عن عمل نقابة المهندسين، ومن المهم التأكيد أن النقابة ليست جزءا من هذه الحكومة، ولكننا نبحث عن العمل الوطني التخصصي الذي يمكن من خلاله خدمة الوطن، أو القضايا العامة، ومثلا ملف الحريات والاعتقال السياسي كان حاضرا لدى نقابة المهندسين، وقد قمنا بإدانة مقتل نزار بنات بكل اللغات".
بدورها عزت نقيب المهندسين نادية حبش في مقابلة مع قدس طبيعة النتائج إلى التعطش للتغيير وللنفس الثوري، والنفس الأمين الصادق الرافض لتقييد الحريات، وأصبح لدى الناس بارقة أمل بسبب الظرف العام وتقييد الحريات وتأجيل الانتخابات التشريعية".
وأوضحت حبش "كانت هذه الانتخابات بمثابة بارقة أمل، لأنها جاءت بعد كل هذه الظروف المقيّدة لاختيارات الناس، الذين يرفضون أن يكون ذلك قدرا لهم، ونُظر لها على أنها عينة لما سيحصل في أي انتخابات أخرى".