رام الله - خاص قُدس الإخبارية: في سجن النقب ربما لم يغلق جفن للأسير عاطف الصالحي، وهو ينتظر طلوع الصباح كي يطمئن إلى نتيجة ابنته "ليلاس" في امتحانات الثانوية العامة، بعد أن حرمه الاحتلال من أن يكون بجانبها في هذه اللحظات المصيرية في حياتها.
حققت ليلاس تفوقاً في امتحانات الثانوية العامة بالحصول على معدل 95,4 في الفرع الأدبي، وأدخلت الفرحة إلى قلبي والدها ووالدتها اللذين اتعبتهما سنوات الاعتقال والحرمان، كما تقول والدتها، وتشير إلى أن والدها لم يتوقع أن تحقق هذا المعدل، لذلك فإن الفرحة مضاعفة.
وتضيف في حديث مع "شبكة قدس": في زيارات السجون كانت وصية عاطف الدائمة لها أن تحافظ على تفوقها وتسعى في تحصيل العلم.
في وسط الفرحة التي تغمر المنزل بعد تفوق ليلاس، تحضر صورة عاطف مثبتة على الجدار وسط البيت، كي تذكر بالفرحة المنقوصة دائماً في حياة العائلة الفلسطينية، التي تسرق اللحظات الجميلة من بين "أنياب" الزمن القاسي.
اعتقل الأسير عاطف الصالحي، من مخيم سلواد شرق رام الله، في العام 2010 لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، تروي زوجته، بتهمة المشاركة في عملية إطلاق نار وبعد سنوات أفرج عنه، ثم يعتقل لدى الاحتلال ويحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاماً.
طوال سنوات اعتقاله شكلت الوالدة في حياة ليلاس وأشقائها "مصدراً" للقوة والأمل، كما تقول، وتؤكد أن "الصبر" كان مفتاح قدرتها على العطاء رغم الأيام القاسية التي عاشتها بعد اعتقال عاطف.
وتضيف: دائماً ما عشت اليقين بالله أن الأيام الصعبة يجب أن تقوينا، وتذكرت بعد كل حزن أن حالنا كحال آلاف عائلات الشهداء والأسرى الذين انتزعوا النصر والحياة من وسط الأيام القاسية.
تنطلق ليلاس الآن في مرحلة جديدة من حياتها، ويبقى انتظار حرية والدها هاجس العائلة الأكبر وحلمها الذي تتمنى أن يتحقق قريباً، وعلى الطريق نحو الحرية تحقق "انتصارات" شخصية وتزرع الفرحة كي تقويها على الصمود.