القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أن ترزق بطفلة وتبلغ من العمر سنوات بعد أن كبرت بعيداً عن حنانك، دون أن تتمكن من عناقها لو مرة واحدة، هذا لا يحصل إلا نادراً في هذا العالم، لكنها حكاية تتكرر في فلسطين المحتلة، مع الأسرى الذين لا يعرفهم أبنائهم سوى من حكايات الناس عنهم ومن غرف الزيارة والصور المعلقة على جدران المنزل.
الأسير مدحت العيساوي حظي اليوم بعناقه الأول مع طفلته "ليلى"، التي ولدت خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، الذي دام 8 سنوات، ولم يكتف الاحتلال بكل هذه السنوات من الاعتقال، بل أعاد اعتقال مدحت لحظة الإفراج عنه من السجن، واحتجزه لعدة أيام في سجن "المسكوبية"، بهدف التنغيص على عائلته وحرمانها من الفرحة.
عاش مدحت تجربة الاعتقال عدة مرات في حياته، حتى بلغت سنوات اعتقاله 27 سنة، بينها فترات في العزل الانفرادي، وهو من عائلة قدمت شقيقه فادي شهيداً خلال مواجهات في قرية العيساوية شمال شرق القدس المحتلة، بعد مسيرة خرجت منددة بمجزرة المسجد الإبراهيمي، كما اعتقل شقيقه سامر لسنوات وما زال يرزح في القيود بعد أن أعاد الاحتلال اعتقاله ضمن حملة على محرري "صفقة وفاء الأحرار"، وتعرضت شقيقته المحامية شيرين عيساوي للاعتقال عدة مرات.
واستشهد عمه أسامة العيساوي خلال قيادته دورية للفدائيين نحو الأرض المحتلة، في عام 1982، وأصيب طارق ابن شقيقه برصاصة من جنود الاحتلال في عينه.
وعقب الإفراج عنه، قال مدحت العيساوي، في لقاء مع موقع "القسطل، إن "السجن محطة سيمر بها أي فلسطيني في ظل ما نعيشه من قهر تحت الاحتلال".
وأشار إلى التضييقات التي يمارسها الاحتلال على الأسرى، من خلال منع الزيارات، ومنع إدخال أصناف كثيرة إلى "الكنتينا"، وتحديد حركة الأسرى بين الأقسام، وغيرها من العقوبات.