فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: "من البحر إلى النهر.. وطن واحد"، شهدت فلسطين، اليوم الثلاثاء، إضراباً هو الأول من نوعه منذ سنوات إذ تشابكت مدن الوطن رفضاً للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ويعتبر هذا الإضراب الأول من نوعه الذي يتم منذ سنوات بشكل موحد بين مختلف مدن الوطن، لكنه ليس الوحيد، إذ شهدت فلسطين عدة إضرابات أوقات الانتفاضات وتحديداً الانتفاضة الأولى.
أما الإضراب الأكبر تاريخياً فهو إضراب عام 1936 والذي استمر 6 أشهر رفضاً لسياسات الانتداب البريطاني بحق الشعب الفلسطيني، والذي تزامن مع حراك جماهيري وشعبي كبير للغاية.
وخلال اليوم، شهدت المدن المحتلة مظاهرات وفعاليات عدة، وسط رفع شرطة الاحتلال لحالة التأهب في مدن الداخل المحتل، والإجراءات المشددة التي مارستها تجاه الفلسطينيين والمتمثلة بتفتيش السيارات، ومصادرة الأعلام الفلسطينية والكوفيات، وكل ما دل على الهوية الفلسطينية.
ففي مدينة أم الفحم المحتلة خرج الآلاف في مظاهرة دعمًا للقدس وحي الشيخ جراح، كما وانطلقت مسيرات وفعاليات رسم جداري في عرعرة المثلث بالداخل المحتل.
وشهدت مدينة يافا المحتلة انتشارًا مكثفًا لشرطة الاحتلال، وسط تجمع الفلسطينيين للمشاركة في المظاهرات، بينما أرسل الأطفال الفلسطينيون من ميناء عكا رسائل تضامنية مع أطفال غزة للعالم أجمع.
وفي يوم إضراب الكرامة، اجتمعت المدن والبلدات المحتلة في مسيرات جابت شوارعها في الناصرة، وكفرقرع، وباقة الغربية، وطمرة الجليل، والطيرة، والرملة واللد، وردد المشاركون هتافات نصرة للقدس وغزة، وتصاعدت حدة المظاهرات بعد الأحداث التي شهدتها الضفة الغربية اليوم، بعد ارتقاء 4 شهداء خلال المواجهات مع الاحتلال في نقاط التماس بالضفة.
في الأثناء، شنت شرطة الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الرملة والمدن الفلسطينية المحتلة، وسط دعوات إلى وقفة احتجاجية في النقب احتجاجًا على الاعتقالات التعسفية التي تمارسها شرطة الاحتلال بحق الفلسطينيين في بئر السبع.
وتعالت الأصوات المطالبة بتعزيز الإضرابات في وجه الاحتلال كخيار مقاومة شعبي بالذات في الداخل المحتل على أن يكون هناك حضور في الضفة المحتلة والقدس وقطاع غزة لتعزيز الترابط بين أبناء الشعب الفلسطيني.
ورأى مراقبون أن نجاح هذا الإضراب بهذه الشاكلة من شأنه أن يدشن لمرحلة جديدة من العمل السياسي الفلسطيني شريطة أن يتم التقاط الحراك الجماهيري من قبل الأحزاب والحركات السياسية بما يخدم القضية الفلسطينية.