فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: 51 عامًا على الجريمة التي احترقت لها القلوب المُحبة لهذا المكان المقدّس، ولم تنطفئ نيران حقدهم على من أشعل النيران في أكثر من 1500 متر مربع من المسجد الأقصى المبارك.
دموعهم سبقت الماء في إطفاء ألسنة اللهب التي تصاعدت من كلّ جانب، بعدما أشعل المتطرف الأسترالي اليهودي مايكل دينس روهان النيران في المسجد الأقصى، صباح اليوم الـ21 من شهر آب عام 1969.
تفاعل نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاغ #إحراق_الأقصى، مؤكدين أن النار لم تنطفئ بعد، فالاحتلال ما زال يتمادى في عدوانه على المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، من تهويد للأرض، ومصادرة للأراضي بغية توسيع المستوطنات، وهدم المنازل، والتنكيل بأهل المدينة المحتلة عبر الاقتحامات والاعتقالات والإعدامات الميدانية لشبّانها.
النشطاء دعوا إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه باستمرار، منعًا لمحاولات الاحتلال فرض سياسة “الأمر الواقع” فيه، وإعطاء الفرصة للمستوطنين المُقتحمين بتدنيسه كما يحلو لهم، وأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية دون تدخل أو اعتراض من قبل أي أحد.
آخرون ممن أُبعدوا عن المسجد الأقصى قالوا في الذكرى الـ51 لإحراقه، إن هناك العشرات من النساء والرجال والشبّان تحترق قلوبهم بسبب إبعادهم قسرًا عن المسجد بأمر من سلطات الاحتلال، بعضهم لأسابيع وآخرون لشهور طويلة، ومنهم من هو مُبعد منذ سنوات، يدخل المسجد الأقصى يومًا واحدًا بعد انتهاء فترة إبعاده، ليتم اعتقاله وتمديد فترة الإبعاد لشهور أخرى.
كما أكد المغردون أن فلسطين ما زالت تحترق بنار التطبيع العربي، بالتزامن مع الذكرى، والذي كان آخره الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي لاقى غضبًا ومعارضة شديدة.
وبالعودة للحادثة الأليمة، طال الحريق أثاث المصلى القبلي وجدرانه، وعلى مسجد عمر بن الخطاب، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالًا داخل المسجد.
كما طال أيضًا أهم الأجزاء داخل المصلى القبلي، ومنها منبر صلاح الدين الأيوبي، وأجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب الرخامي الملون والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكًا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وبلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، أي ما يزيد عن 1500 متر مربع من أصل 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضررًا كبيرًا في بناء المسجد وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، ما أدى إلى سقوط سقفه وعمودين رئيسيين مع القوس الحجري الكبير الحامل للقبة.
وعندما اندلعت النيران في المصلى القبلي، قطع الاحتلال المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، وتعمَّد تأخير سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
“قدس” ترصد لكم بعضًا من المنشوات والتفاعل على هاشتاغ #إحراق_الأقصى :