شبكة قدس الإخبارية

ماذا فعل طبيب فلسطيني حينما أُجبر على ترك شهيد باب حطة لإسعاف الجندي؟

117859387_3268829006473606_2343037810313138593_n
فاطمة محمد أبو سبيتان

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: أطلقوا النار باتجاهه، تركوه ينزف حتى استُشهد، رصاصات أصابت القلب بشكل مُباشر، حاول أحد الأشخاص إسعافه بحسب مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلع قميصه ووضعه على جسد الشهيد، ثم هاجمه الجنود وأبعدوه على الفور.

عملية طعن حصلت مساء اليوم في حي “باب حطة” بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، أسفرت عن استشهاد منفّذها وإصابة جندي إسرائيلي من “حرس الحدود” في الجزء العلوي من جسده، ووُصفت بالمتوسطة.

عماد الزرو هو الشخص الذي ظهر في الفيديو، وقال لعناصر الاحتلال بأنه طبيب (يعمل في قسم الأشعة) ويستطيع مساعدة الشاب المُصاب، لكنه أُجبر على إسعاف الجندي وترك الشهيد ينزف. الزرو روى لـ”قدس” ما حصل منذ لحظة إطلاق النار على الشاب حتى استُشهد.

يقول عماد الزرو لـ”قدس الإخبارية”: “كنت على مقربة من الحدث، وبالتحديد في المسجد الأقصى حيث كنت متوجهًا لأداء الصلاة، وسمعت صوت إطلاق نار، وأنا كطبيب عدتُ أدراجي نحو الصوت باتجاه “باب حطة” خلف عناصر الشرطة الذين كانوا يركضون نحو المكان”.

ويُضيف: “وصلت باب حطة، وإذ بي أشاهد الشاب ينزف دمًا، حاولت الاقتراب منه لكنهم منعوني، ودفعوني إلى داخل المسجد الأقصى، وأبلغتهم بأنني طبيب وأستطيع إسعاف الشاب، لكن دون جدوى، ولم يسمحوا لي بإنقاذه”.

لكن الزرو تفاجأ بعنصرين من شرطة الاحتلال يقتربان منه، واقتاداه لإسعاف الجندي الذي أُصيب في عملية الطعن، بيّن لعناصر الاحتلال بأنه يُسعف الجندي ويخبرهم بما يتوجّب عليهم فعله بأنفسهم، لكنه فجأة توجّه نحو الشاب الذي يبعد ثلاثة أمتار عن الجندي ليُحاول إنقاذه.

يؤكد الزرو أن الشاب كان يلبس بلوزة حمراء مُزّقت بفعل الرصاص وعليها ثلاث فتحات من جهة القلب، فشقّها ليعرف كيف يتعامل مع الإصابة، لكن الرصاصات كانت في القلب مباشرة.

وقال: “خلعت قميصي، حاولت البحث عن جُرح لإيقاف النزيف، لكنني لم أستطع فعل شيء، والإصابة كانت في القلب مباشرة، وحاولت أخذ قياس النبض من اليد لكنها كانت مفتوحة، والجسد هامد تمامًا، وعلمت حينها أنه استُشهد في المكان”.

وبصوت حزين قال “دمه كان على يدي ولم أستطع إنقاذه، هاجمني الجنود في المرة الأولى والثانية وأبعدوني عنه، وبقي على الأرض ينزف”.