نابلس - خاص قُدس الإخبارية: في كل مرة يحاول الاستيطان أن يزحف نحو بلدة بيتا جنوب نابلس، يهب أهلها لمواجهة "الخطر الداهم"، ولا يعودوا حتى يردوه "خائباً"، كما يؤكدون بعد كل مواجهة.
قبل أيام، نصب مستوطنون خياماً على جبل "صبيح" في بلدة بيتا، فتوجه الأهالي إلى المنطقة، لمنع المستوطنين من التمركز فيها، وخاضوا مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال، وأجبروا المستوطنين على الانسحاب من الجبل.
يقول الناشط بسمان حمايل "لقُدس الإخبارية": أهالي بلدتنا عندهم ما يشبه "الفوبيا"، من المستوطنين، ولا يترددون بمقاومة الاستيطان، حتى لو كلفهم ذلك مئات الشهداء والأسرى.
وأضاف: المواجهة بين أهالي بيتا والاستيطان والاحتلال، ممتدة منذ عشرات السنين، ولا ننسى الأحداث التي شهدتها البلدة في الانتفاضة الأولى، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان وإصابة المئات بعد التصدي لاقتحام المستوطنين لأراضي البلدة.
وكانت بلدة بيتا شهدت في العام 1988، هجوماً شرساً من جيش الاحتلال، استشهد خلاله 3 شبان، وهُدم 13 منزلاً، واعتقل 350 شاباً، وأبعد 6 إلى خارج فلسطين المحتلة.
وقال حمايل: "في المواجهة الأخيرة مع المستوطنين، على جبل العرمة، هب كل أهالي البلدة لحماية الجبل، رأينا الأطفال والنساء وكبار السن، ينفرون ويواجهون جنود الاحتلال والمستوطنين من نقطة صفر".
يُشار إلى أن المواجهات على جبل العرمة، التي خاضها أهالي بيتا لمنع المستوطنين من الاستيلاء على المكان، شهدت استشهاد الشابين إسلام دويكات، ومحمد عبد الكريم حمايل.
وأكد حمايل أن "المستوطنين أصبحوا يتجنبون الدخول في مواجهة، مع أهالي بيتا، لما عاينوه وخبروه من بأس وإصرار على منعهم من الاستيلاء أو الاستيطان على أراضي البلدة".
وأشار إلى أن "المستوطنين لم يتمكنوا حتى اللحظة من الاستيلاء على أي قطعة أرض، في بيتا، ولم تشهد البلدة أي عمليات بيع لهم".
وتابع: "كان هناك وعودات من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بتوفير مشاريع لتعزيز صمود الأهالي على جبل العرمة، لكن لم ينفذ منها شيء حتى اللحظة، بحجة الوضع المالي الصعب الذي تعيشه الحكومة، بعد أزمة كورونا".
وأوضح حمايل أن "عدداً من أهالي البلدة بدلوا أراض لهم في مناطق أخرى، مقابل أراض في جبل العرمة، بهدف تعميره وحمايته من الاستيطان".
يُشار إلى أن الاحتلال يعتقل العشرات من أبناء بلدة بيتا، في سجونه، ويقضي عدد منهم أحكاماً عالية وبالسجن المؤبد.