فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: "أنا معي كورونا" كلمات قليلة قالتها الطفلة خلود أبو هاشم من دورا جنوب الخليل وهي تضحك وتقفز وكأنها تسخر من هذ المرض وتتحداه، ثم يكمل والدها الصحفي عيسى أبو هاشم ما بدأته حين وثّق ردة فعلها ونشرها على حسابه بموقع فيسوك، متفاخرًا بقوة صغيرته ومعلنًا دعمه لها لاخر لحظة.
خلود، الطفلة البالغة من العمر 3 أعوام، أصيبت بفيروس كورونا بعد زيارةٍ عائلية، حيث خضعت عائلة الصحفي عيسى لفحص احترازي بعد الإعلان عن إصابة إحدى مخالطات العائلة، وبعد الفحص تبين إصابة خلود وحدها وخلو العائلة من الإصابة.
"كان الخبر صعبًا، خاصة أنها طفلة وخشينا أن تغادرنا للحجر في حلحول" قال والدها عيسى لـقدس الإخبارية وهو يروي اللحظات الأولى لسماعهم بنتيجة الإصابة، ويتابع: لو نقلوها للحجر لتأثرت نفسيتها ونفسية العائلة بأكملها، لكن الطب الوقائي أبلغنا أنه بالإمكان أن تبقى معنا لكن مع أخذ الاحتياطات الوقائية والتعامل معها بلباس خاص.
وحرصًا من عيسى على سلامة طفلته الثانية البالغة من العمر 8 أشهر، نقلها من البيت لمنزل ذويه، فيما بقي هو وزوجته مع خلود لرفع معنوياتها ومساعدتها على تجاوز الفيروس.
أما عن الحياة اليومية للعائلة في ظل وجود إصابة بكورونا وبما يترتب عليه من ضرورات ومحاذير صحية، قال عيسى "مثلا عند الطعام نوفر لها أواني خاصة للأكل ونتلفها بعد الاستخدام، وكل روتين حياتنا تغير حيث نلتزم باللباس الخاص والكمامة على الدوام".
ولا يهمل عيسى الصحة النفسية لطفلته، إذ دأب بعد -التواصل مع الطبيب- على إخراج خلود إلى حديقة المنزل كي لا تبقى طوال الوقت داخل حبيسة الجدران، كما يتعامل عيسى وزوجته مع إصابة طفلتهم على أنها أمر طبيعي لا يدفعهم للهلع والخوف وهو ما دفع عيسى للنشر على صفحته بموقع فيسبوك عن إصابة ابنته مرارًا، ليوصل رسالة بأن الموضوع ليس عيبًا ولا يبنغي أن يبقى المصاب وعائلته بجو الاحباط والسلبية.
يضيف عيسى "أحاول من خلال النشر أن أبعث بالتفاؤل والأمل وأن أساعد زوجتي وطفلتي نفسيًا كي لا يتأثروا بكلام بعض المحبطين"، ثم يختم عيسى في حديث لـقدس الإخبارية بنصحية للناس أن يلتزموا سبل الوقاية قدر المستطاع وأن يبتعدوا عن المصافحة باليد والتقبيل.