غزة - خاص قُدس الإخبارية: يدخل حسن سلامة اليوم عامه الخامس والعشرين في سجون الاحتلال، متوالية الأعوام هذه في زنازين الظلم والقهر، عجزت عن أن تقهر روحه وإرادته.
أمضى حسن 14 عاماً في زنازين العزل الانفرادية، وقد تغيرت في هذه السنوات أشياءٌ كثيرة بالحياة، على الناس والمباني وشكل المدن، لكن الثابت فيها هو شوقه للحرية وأن يعود إلى حضن والدته التي أتعبها الانتظار.
اعتقلت قوات الاحتلال حسن سلامة من مستشفى عالية في مدينة الخليل، تقول خطيبته غفران زامل "لقُدس الإخبارية"، بعد أن أصيب بجروح جراء تعرضه لإطلاق نار في كمين نصبه له الاحتلال.
كان حسن مطارداً من قبل الاحتلال لدوره في تنفيذ عمليات الرد على اغتيال الشهيد يحيى عياش، بعد أن جاء إلى الضفة المحتلة من قطاع غزة، طلباً للثأر على اغتيال المهندس الذي هز اغتياله فلسطين.
"بقي حسن لأيام يعتقد أنه استشهد بعد إصابته، وأن الممرضين الموزعين في المستشفى بالداخل المحتل هم الملائكة قبل أن يصحو على التعذيب الوحشي الذي تعرض له من قبل مخابرات الاحتلال"، تقول غفران.
تعرض حسن لتحقيق قاس لمدة 4 شهور متواصلة، تؤكد غفران، وكان محققو مخابرات الاحتلال يضربونه على مكان الجرح لإجباره على الاعتراف.
يقضي حكماً بالسجن المؤبد 48 مرة و33 سنة إضافية، وهو من أصحاب الأحكام الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
لم يكتفي الاحتلال بهذا الحكم الكبير على حسن وبالتعذيب الذي تعرض له، فعزله في الزنازين الانفرادية لمدة 14 عاماً كاملة، على مرحلتين، كانت الأولى من العام 1997 حتى 2000، وثم من 2001 حتى 2012 حين خرج إلى الأقسام بعد إضراب الكرامة.
تقول غفران: "ما أبقى حسن قوياً وصلباً في زنازين الانفرادية التي صممها الاحتلال لقهر الأسير، هو روحه وإرادته التي انتصرت في النهاية على السجان".
"دائماً ما أقول لحسن روحك القوية هي الشيء الوحيد الذي لن يتغير فيك، وكأنها هي ذات الروح والإرادة التي كنت عليها حين اعتقالك قبل 25 عاماً"، تضيف غفران.
وتتابع: "ارتباطي مع حسن كان خلال وجوده في الزنازين الانفرادية، وكأنها رسالة ربانية أن الحياة والأمل سيولد من رحم الموت الذي أراده الاحتلال".
تعرضت غفران للاعتقال لشهور في سجون الاحتلال، وعاينت بنفسها المعاناة التي يعيشها الأسرى، كما اعتقل الاحتلال معظم أفراد عائلتها، واستشهد شقيقها سعد زامل في انتفاضة الأقصى.
تؤكد غفران أن "الأمل كبير ويزداد مع الأخبار المتداولة حول مفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال، أن تكون حرية حسن قد اقتربت".