شبكة قدس الإخبارية

مسلسل "المسيح".. كيف خدم الرواية الإسرائيلية وشوّه صورة الفلسطينيين؟

64

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: أثار مسلسل "The Messiah"، الذي أنتجته شبكة "نيتفلكس" العالمية - ذائعة الصيت في السنوات الأخيرة، جدلًا واسعًا، خاصة في الشارع الأردني، على خلفية محتوى الفيلم والممثلين المشاركين فيه.

ومنذ نهاية 2018، بدأت الضجة حول المسلسل عقب ملاحظة تصوير مشاهد غريبة في مواقع التصوير التي تظهر مناطق في العاصمة الأردنية عمان على أنها مدن في الداخل الفلسطيني المحتل، مع تسرب الأخبار التي أفادت بأن العمل يضم ممثلين "إسرائيليين" مع ممثلين أردنيين وعرب معاً.

في حينها، أكد أحد المُمثلين العرب وجود ممثلين إسرائيليين وأعلن انسحابه الفوري. مع ذلك فقد تعالت بعض الأصوات الأردنية المُدافعة عن المسلسل في حينها مُهاجمة المحتجين على تصويره أو معاتبةً إياهم، في أقل تقدير، من باب أنه لا يحق لإحد الاحتجاج على تصوير المُسلسل دون التأكد من محتوى المُسلسل أو من جنسيات أفراد طاقم العمل.

Image may contain: 1 person

Image may contain: 1 person

6
 

وعقّب تجمع "اتحرك" لمناهضة التطبيع، على محتوى المسلسل بعد نشره، بأن الرسالة الإنسانية المزعومة للمُسلسل ما هي إلا رسالة ضلالية بجودة بصرية عالية الجودة، وأداءٍ تمثيلي هابط، أجمع كثير ممن بدأوا بمتابعته، بأن الملل تمكّن منهم في منتصف الحلقة الثانية منه.

وأوضح في ملخص نُشر عبر صفحة التجمع الرسمية، بأن الرسالة تبدو في ظاهرها وكأنها تدعو البشر على هذه البسيطة إلى التوحد ووقف الصراعات الدائرة في العالم، ولكنها تَصُب كل تركيزها على منطقة الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص وكأن هذه القضية تُسبب أرقاً لكلُ سكان المعمورة، وأنه يجب إيجاد حل لها على وجه السُرعة حتى ينعم هذا العالم بسلام. ودون الحاجة للخوض في التفاصيل فإن الأفكار المسمومة التي يبثها هذا العمل تتلخص في عدد من الأفكار المرفوضة.

وتتضمن الأفكار التي يعرضها المسلسل، تأطير القضية الفلسطينية ضمن مفهوم صدام الحضارات، والذي يعتبر بحد ذاته تشويهاً لمفهوم الصراع الذي خاضته الأمة العربية عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً لعقود ضد قوة استعمارية استولت على أرض فلسطين وهجرت شعبها ونكلت بأبنائه للاستحواذ على مطامع جيوسياسية في المنطقة ككيان يمثل جزءاً من النظام الإمبريالي العالمي، من خلال تقديمه للملتقي على أنه صراع قائم على اختلافات دينية وثقافية لكلا طرفي الصراع، وبالتالي يُمكن تجاوزه وإيجاد حل سلمي لذلك.

ثانياً، يشير المسلسل إلى وجوب أن تصبح القدس مدينة مُشتركة لطرفي الصراع، وبالتالي ترسيخ فكرة تقسيم المدينة المقدسة بين الفلسطينيين والاحتلال الغاشم.

يعمل المسلسل على تبييض جرائم المُحتل، من خلال تقديم أمثلة تُبسط أساليب التعذيب المتُبعة من قبله لا تُقارن بفداحة وقُبح ما يجري على أرض الواقع. وعن طريق منح المُسغوات والمُبررات لما يقوم به من انتهاكات وجرائم مشيراً إلى أن هكذا نوع من الجرائم يعتبر سلوكاً فردياً لا يقبله المجموع ولا حتى المسؤولون في دولة الكيان، نافياً حقيقة أن هذه الجرائم إنما هي أسلوبٌ ممنهج اتّبعه الكيان منذ وطئ أرض فلسطين إلى يومنا هذا من جهة، ومن جهةٍ أُخرى الإشارة إلى أن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم ما هو إلا ردة فعل على "الإرهاب الفلسطيني" الذي يورثه الفلسطينيون لأطفالهم منذ صغرهم.

كما يعمد بالمقابل إلى تشويه صورة الفلسطينيين على مُختلف المستويات، بوصف اللاجئين الفلسطينيين بعبارة "مجموعة من الجائعين المُشردين الأوغاد"، والتلميح إلا أنهم دائمي الانقياد وراء جهات ذات أفكار مُضلِلة أو إرهابية. ناهيك عن تصويرهم بمظهر الواهنين، قليلي الحيلة، وأنهم انهزاميون، قد يتجردون من كرامتهم وكل شيء معلنين استسلامهم أمام العدو! وتبقى الفاجعة الأكبر بتقديم الطفل الفلسطيني إلى العالم بصورة ناقل المُتفجرات!

وأكد التجمع أن التطرق إلى تفاصيل هذا المسلسل برغم "السفاهة والانحطاط"، يعكس الدور المهم في حماية الوعي العربي، وحراسة الذاكرة الجمعية والتصدي للدعاية الإعلامية المُغرضة للعدو، ولأن تاريخ النضال الفلسطيني بما قدم من شهداء وأسرى وجرحى وبما تخلله من آهات شعبٍ، يُحتم على الضمائر الحية ألاّ تقف مكتوفي الأيدي، وعدم التزام الصمت في وجه أي إساءة لهذه القضية الأممية المُقدسة.