فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: ماذا يُمكن لها أن تقول في حضرة الاعتقال السياسي، والممطالات والوعود بالإفراج عن نجلها الذي خاض طيلة شهور اعتقاله منذ شباط الماضي، أكثر من إضرابٍ عن الطعام لكن دون جدوى.
مؤمن نزال (18 عاماً) شاب فلسطيني مُحتجز في سجون السلطة الفلسطينية منذ نحو تسعة شهور، حيث بدأت مُحاكمته منذ أن كان طفلاً يبلغ من العمر 14 عاماً، حتى تم اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية في الرابع والعشرين من شهر شباط 2019 من منزله في قلقيلية بالضفة المحتلة.
خلال فترة اعتقاله، أضرب عن الطعام أكثر من مرة، حيث استمرّ آخرها تسعة أيام علّقه بعد اتفاق مع أحد ضباط جهاز الأمن الوقائي يقضي بالإفراج عنه في الـ20 من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري.
“أم محمد” نزّال تلك الأم الثابتة الصابرة على اعتقال نجلها المريض “مؤمن” والممنوعة من زيارته، تقول لـ”قُدس الإخبارية”: “أبلغني المحامي مهند كراجة بأن المحكمة مدّدت اليوم الخميس اعتقال نجلي لـ45 يوماً، وأنه مُضرب عن الطعام مجدّداً منذ أربعة أيام، كما أكّد لها أنه مُتعب جداً نفسياً وجسديّاً”.
وبحرقة قلب تضيف أنها ممنوعة من زيارة “مؤمن” منذ 24 آب/ أغسطس الماضي، حيث كانت آخر زيارة له ولم تره بعدها أبداً، وقالت: “ابني تعبان.. مريض.. يتعرّض لنوبات عصبية مستمرّة ليلاً ونهاراً (..) شو بدهم منه، بدهم يموتوه؟!!”.
وتوضح “أم محمد” أنها لا تنام الليل وهي تفكّر في ابنها، كما أن شقيقته تراجعت في أدائها التعليمي (توجيهي) بسبب شقيقها وما يحصل معه، فهي متعلّقة به جداً كأنهم توأم -بحسب والدتهما- وعند كل اتصال لمؤمن تتعرّض لأزمة “ربو”، ما يستدعي نقلها للعلاج في المشفى.
وتُلفت إلى أن مؤمن خضع لعدّة إضرابات عن الطعام، وفي كلّ مرة يعلّق الإضراب بعد وعود بالإفراج عنه، لكنها مماطلات وتسويف وأكاذيب، ما جعله يلجأ للإضراب مجّدداً.
وفي رسالة عامة لها، نشرتها عبر موقع “فيسبوك” قالت:
“بعد الوعودات الكاذبة التي وعدونا بها ولم يتم الإفراج عن مؤمن، أناشد كل ضميرٍ حي أو أي شخص يستطيع أن يوصل لنا أي خبر عن صحة ولدي مؤمن أو أي معلومة عن حياته.. بالله عليكم التواصل معنا.. استحلفكم بالله لا تجعلونا نجهز بيت العزاء أو كفن شاب في بداية عمره .. مؤمن كان في حالة عصبية عنيفة لا نعلم ما حدث معه منذ يوم الثلاثاء عصرًا.. ابني بحاجة لرعاية طبية محروم منها منذ 9 أشهر .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. حرقوا قلوبنا بجبروتهم وظلمهم يا الله ..”
