تنبه شاب فلسطيني يوم أمس الأربعاء إلى صفحة الفيسبوك الخاصة ببلدية الاحتلال في القدس. كانت الصفحة تشير إلى مسابقة صور أطلقتها البلدية، تخاطب فيها الإسرائيليين باللغة العبرية وتحثهم على نشر صور "تظهر جمال القدس للعالم كلّه" باعتبارها مدينة عالمية، وذلك بواسطة تطبيق الصور الشهير "انستجرام"، وترشدهم إلى استخدام الوسم #Jerusalem24_7
وجاء ضمن هذا الاعلان، أن الفائز سيحظى بتذكرة مجانية لحضور مباراة كرة قدم بين الفريق الإسرائيلي والفريق الإنجليزي ضمن مبارايات "بطولة يوفيا لأعمار تحت 21" والتي تنظم في "إسرائيل" هذا العام.
تأتي هذه الصور ضمن مسابقة أشمل تنظمها البلدية في الفترة الواقعة بين 27 أيار وحتى 5 آب 2013، تحث فيها الإسرائيليين على مشاركة صور عن مدينة القدس في مواقع التواصل الاجتماعي، وتضع أمامهم في كل أسبوع تحدٍ جديد وشروط جديدة، وكذلك جوائز متنوعة.
لم يكن ذلك الاعلان على صفحة الفيسبوك ليمر سريعاً أمام ناظري رأفت صب لبن، فاقترح عبر صفحته على الفيسبوك أن يشارك الفلسطينيون في هذه الحملة، ليس بهدف ربح الجائزة بطبيعة الحال، ولا بهدف إظهار "الجمال" بنسخته الإسرائيلية الاحتلالية، وإنما بهدف إظهار معالم الاحتلال في المدينة المقدسة.
وفجأة انتقل الوسم (الهاشتاج) #Jerusalem24_7 إلى معركة يحاول كلّ طرف فيها إظهار ملامح "هويته" من خلال صورة عن القدس تجسد تلك الهوية، فانتشرت صور يظهر فيها علم فلسطين والمسجد الأقصى، وجدار الضمّ والتوسع. وقد حظيت إحدى الصور لجنود الإحتلال داخل الأقصى والتي نشرتها فتاة فلسطينية بأكثر من 400 إعجاب، مما جعلها تتصدر قائمة الصور التي حظيت بأكبر عدد من الإعجابات "لايكات".
[caption id="attachment_17189" align="aligncenter" width="602"] صورة من صفحة فيسبوك بلدية الاحتلال تظهر فيها بعض الصور التي حظيت بأكثر عدد من "اللايكات" ومن ضمنها صور فلسطينية التوجه[/caption]إحدى المشاركات في "حملة الردّ المضاد" على اعلان البلدية، قامت بنشر بعض الصور التي تظهر جنود الاحتلال مدججين بالأسلحة خلال قمعهم للمظاهرات الأخيرة في القدس، وعلقت على ذلك: " استخدام نفس الوسم الدلالي لبث فكرة مضادة فكرة رائعة،أنت ببساطة تستغل كل الجهد التسويقي الذي بذله الإسرائيليون في هكذا حملة لتشويه صورة المدينة وتقديمها كمدينة السلام والهدوء والعدل، وتختصر عليك مراحل بناء جمهور واسع، ووتقدم صورة بديلة تذكر بأن المدينة واقعة تحت الاحتلال. ببساطة، لا ندع لهم الميدان خالياً".
أما رأفت الذي نشر أكثر من 20 صورة تحت نفس الوسم، قام كذلك بالتعليق على الإعلان المذكور باللغة العبرية موجها الخطاب للبلدية مذكراً إياها بالمدينة "الجميلة" التي تروج لها، والتي تخصص فيها أموالاً طائلة لهدم بيوت الفلسطينييين، وقد أرفق بالتعليقات التي كتبها أرقاماً تظهر التمييز ضد الفلسطينيين من سكان القدس من قبل بلدية الاحتلال في القطاعات المختلفة.
يقول رأفت في حديث مع شبكة قدس :"لم يكن أمام البلدية سوى الرد على كل أسئلتي وتعليقاتي بالمزيد من الكذب، على سبيل المثال، ادعوا بأنهم صرفوا ما يقارب 400 مليون شيكل في بناء 400 صف دراسي في القدس، وهذا ما يستطيع أي فلسطيني مقدسي بسيط تكذيبه بكل سهولة".
وختم رأفت تعليقاته حول هذا التمييز بالقول :"لا تنسوا أن القدس مدينة محتلة!".
مع انتشار الأجهزة الخلوية الذكية في متناول الكثيرين، يبدو أنها تتحول إلى أداة ذات رسالة سياسية ووطنية، لا تكلف صاحبها سوى بعض التوجيه ولمسات بسيطة على جهازه الذكي. ولا يفوت الناظر هنا أهمية وسائل الإعلام الاجتماعي باعتبارها مصدراً شائعاً برحابة للأخبار والأفكار حول العالم، ولا نغفل عن "المعارك الإلكترونية" التي دارت في تويتر وفيسبوك بين الفلسطينيين ومؤيديهم وبين الإسرائيليين حول العدوان على غزة والعدوان على سفينة مرمرة على سبيل المثال، وما لذلك من مساهمة في تشكيل الرأي العام.