شبكة قدس الإخبارية

ما هي أبعاد تدنيس نتنياهو للمسجد الإبراهيمي والخليل؟

بيبي
هيئة التحرير

الخليل – خاص قدس الإخبارية: فجر تدنيس رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسجد الإبراهيمي ومدينة الخليل صندوق التكهنات عن قرب ضم الضفة المحتلة لدولة الاحتلال واعتبرها جزءً لا يتجزأ منها في ظل فشل العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية.

ورغم اعتبار البعض لهذه الزيارة التي سبقها زيارة رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوف ريفلين للمسجد الإبراهيمي أنها تندرج في إطار انتخابي غير أن البعض اعتبرها بمثابة إشارات إسرائيلية عن خطوات قريبة تتعلق بالمدن والأراضي في الضفة المحتلة.

ويتفق محللان في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على أن نتنياهو عزز مصداقيته ومواقفه المعلنة بشأن أراضي الضفة المحتلة، إلى جانب أنها تتفق مع توجهات اليمين في دولة الاحتلال والمستوطنين الرافضين للانسحاب من أراضي الضفة.

أكثر من سياق

في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي لـ "شبكة قدس" أن زيارة نتنياهو تتعلق بأكثر من سياق من ضمنها السياق الانتخابي وحالة التهافت القائمة على كسب أصوات اليمين التي يحاول نتنياهو القيام بها حالياً قبيل إجراء الانتخابات.

وأضاف عرابي: "سياسة نتنياهو محكومة إلى جانب حالة التهافت على أصوات اليمين وبخاطب نتنياهو الأخير هو يؤكد على مواقفه السابقة بأن الضفة المحتلة هي جزء من دولة الاحتلال"، مؤكداً على أن الضفة بالنسبة للاحتلال هي جزء منها على المستوى الأمني والإستراتيجي خصوصاً وأنه لا توجد هيمنة أمنية حقيقة على أي شبر منها والدور القائم للسلطة هو أشبه بإدارة محلية.

وتابع الكاتب والمحلل السياسي: "ما جرى يندرج مع سياسة نتنياهو العملية على الأرض المبينة على هندسة استعمارية تجعل من الضفة المحتلة جزء من دولة الاحتلال خصوصاً وأن ما تبقى عملياً هو الإعلان الرسمي عن ذلك وهو مسألة وقت فقط"

وأشار إلى أن نتنياهو أكد الطابع العقائدي في التعامل الإسرائيلي مع الواقع في الضفة المحتلة فالخليل كرام الله ونابلس كما القدس لها بعد في التوارة بالنسبة لليهود والاحتلال، مشيراً إلى أن نتنياهو بتدنيسه للخليل يعزز مصداقية مواقفه.

واستكمل قائلاً: "في الوقت ذاته برنامج السلطة انتهى فعلياً، رغم الآمال التي بنتها السلطة الفلسطينية في أعقاب ما جرى وعلقت أمال بعد الانقسام ومؤتمر أنابولس، وكان مفترض أن تتخذ مواقف أخرى جذرية بعد قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال".

وواصل عرابي: "أي تحول في السياسات يتطلب وحدة وطنية وبرنامج عمل مشترك وأي تحول يتطلب في مقدمته مقاومة شعبية"، مستدركاً: "فتح تتحدث عن مقاومة شعبية وبالرغم من ذلك لا يوجد مقاومة شعبية حقيقة في الضفة المحتلة".

بعد أيدلويجي

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم أنه إذا كان للانتخاب دور في توقيت زيارة نتنياهو للمسجد الإبراهيمي وتدنيس الخليل فهو دور ثانوي سيما وأن نتنياهو لم يتوقف في الوضع الطبيعي عن القيام بخطوات تخدم السياسة الإسرائيلية.

وقال قاسم لـ "شبكة قدس" إن نتنياهو قام بهذه الزيارة بناءً على قناعات أيدلوجية كونه يتعامل مع الضفة المحتلة على أنها جزء من دولة الاحتلال وأن التواجد الفلسطيني فيها طارئ وهو ما يتفق مع مواقفه وتصريحاته المعلنة على الدوام.

وبشأن إمكانية إعلان الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب الضفة المحتلة جزءً من الاحتلال، علق قائلاً: "ترامب يعتبرها جزءً لا يتجزأ من إسرائيل أما الروايات الفلسطينية فهي بالنسبة له تلفيق ومن المحتمل أن تقوم الإدارة الأميركية باعتبار الضفة جزء من دولة الاحتلال".

واستهجن قاسم غياب ردة الفعل الفلسطينية قائلاً: "يبدو أننا لا نستفز وبالتالي فإن نتنياهو بات مطمئناً للوضع القائم في الضفة المحتلة في ضوء استمرار التنسيق الأمني الذي يتعارض كلياً مع إعلانات الرئيس محمود عباس عن المقاومة الشعبية مجهولة الملامح والصورة في الضفة".

وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن يقدم نتنياهو خلال المرحلة المقبلة على ضم بعض الكتل الاستيطاني الموجودة في أراضي الضفة المحتلة واعتبرها جزء من دولة الاحتلال، ثم في المرحلة الثانية سيعمل على ضم الضفة بشكلٍ كامل.