نابلس – قدس الإخبارية: وحدها، تسعى دعاء اشتية من قرية سالم قرب نابلس لتكون الأم والسند والحامي لنجلها الصغير إسلام، ولتزداد المعاناة كان على دعاء أن تكون الأب والمعيل لصغارها إسلام وخديجة، بعد اعتقال الاحتلال لرب الأسرة.
بدأت معاناة دعاء مع صغيرها إسلام البالغ من العمر 6 سنوات حين اكتشفت إصابته بتوحد شديد يجعل من التواصل معه صعبًا، لكنّ إسلام رغم مرضه إلا أنّه غير عنيف حسب تأكيد والدته.
14 شهرًا والعائلة تجوب محافظات الوطن وتبحث عن الأطباء المختصين لعلاج ابنها ذي العام الواحد حينذاك، حتى وصل بها الحال إلى الذهاب إلى المستشفيات كما فعلت مع مستشفى المقاصد في القدس المحتلة للبحث عن تشخيص لحالته، وأجرت العائلة سلسلة من الفحوصات المكلفة للوصول إلى التشخيص المناسب لحالة إسلام.
في منزلهم المستأجر وبظل وضعهم المادي غير المريح كانت دعاء ترى أنّ من الضروري العمل لإعالة أطفالها بعدما حرمتهم زنازنين الاحتلال من أبيهم، فتعلمت دعاء -خريجة كيمياء- التصوير وعملت به.
وحين بلغ إسلام ست سنوات، تقول والدته بحديثٍ ل قدس الإخبارية "إسلام أصبح بحاجة لعلاج تأهيل شامل، فبحثت عن مركز لتقديم خدمات مناسبة لحالته وبالفعل التحق به"، "ٌيوم الأربعاء، عاد طفلي الساعة 2 ظهرًا على رقبته وكتفه آثار تعنيف" تضيف دعاء.
وتؤكد اشتية أنّها تأكدت من تعرض إسلام للشد والسحل حين توجهت للمركز، وتشير إلى أنّ بعض العاملات في المركز لم يحلصن على الشهادة الجامعية بعد.
وطالبت دعاء الجهات المختصة بتوفير الرعاية اللازمة لأطفال التوحد ومتابعة الجمعيات والمراكز التي تقام من أجلهم.
من الجدير ذكره أنّ المركز اتخذ قرارًا بفصل الاخصائية المسؤولة، فيما اعترف ذوو الإخصائية بخطأ ابنتهم في التصرف، وتنوّه دعاء أنّ كل هدفها الآن ليس الأخصائية أو أهلها وإنّما توفير حماية لأطفال التوحد في المستقبل.
وفي حديثٍ خاص لقدس الإخبارية ، أكد القائمون على المركز فصل المتسببة ومنعها من دخول المركز "المقام لتوفير الرعاية المناسبة لأطفال التوحد".
وتضيف إحدى القائمات على المركز الخيري بأنّ نجلها أيضًا تعرض لفعلٍ مشابه، وبناءً عليه وبالتزامن مع ما حدث لإسلام قررت الجمعية منع المتدربة من دخول المركز بشكل قطعي، وتتساءل الإدارة عن "ما يمكن فعله للتعامل مع القضية ولم تفعله".