شبكة قدس الإخبارية

استنكار شعبي لتوزيع 50$ على جرحى بغزة بشكلٍ علني

866

غزّة- خاص قُدس الإخبارية: أثارت الصور المنشورة لفعالية توزيع مبالغ مالية على الجرحى بغزة، موجة كبيرة من الاستياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أوساط العامة.

وانتشرت صور من فعالية معنونة بـ"لقاء توزيع 50 دولارًا مكرمة عيد الأضحى المبارك"، أظهرت وجوهًا للجرحى ومبتوري الأرجل في قطاع غزة، وذلك بحضور القيادي بحركة حماس "فتحي حماد"، وشخصيات أخرى لتوزيع المبلغ عليهم.

كما تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل، صورًا يظهر فيها القيادي حماد، وهو يسلم الجرحى ظرفًا بداخله المبلغ المالي ويلتقط معهم الصور بشكلٍ منفرد، وجرى نشرها لاحقًا.

واعتبر الناشطون ورواد مواقع التواصل، أن نشر هذه الصور يأتي "بشكلٍ مهين"، ويهدف لإذلال الجرحى الذي قدموا أجسادهم فداءً لوطن يعيش بحريةٍ وكرامة، لا أن تنتهك كرامتهم، وفقًا لقولهم.

وقوبلت صور فعالية التوزيع برفضٍ واستياءٍ كبيرين، متساءلين عن "الهدف من عقد لقاء جماعي لتوزيعها، وبحضور شخصيات رسمية وقيادية، بالإضافة إلى نشر صور الجرحى خلال عملية التسليم، ولماذا لم تتم عملية التوزيع بدون ذلك كلّه؟!"، يتساءل ناشطون.

وهاجم المعلقون عبر مواقع التواصل، الفكرة بحد ذاتها، قائلين إنه "لا فائدة منها سوى الحط من كرامة مبتوري مسيرات العودة، وامتهانها، وجعل الذل وضع مجتمعي مقبول وموجود".

وقال الكاتب والمحلل مصطفى إبراهيم: "‫من صناعة الصواريخ وتصديرها، إلى توزيع ٥٠ دولار ثمن الرصاصة في القدم أو اليد، وربما العين، هذا مصير شباب شعب كالورد يسعى للحرية، والإصرار على ارتكاب الخطايا والأخطاء والحط من كرامة البشر، وإذلالهم بطريقة عبودية ،بسعر لا يساوي ثمن الشاش لتغطية العار".

فيما قال الصحفي محمد نشبت: "رحت ع الحدود!، تصاوبت ومعك عكاز!، راحت رجلك إيدك عينك!، مبروك فزت معنا ب50$ مكرمة عيد الأضحى، بس وينك بدنا نصورك للذكرى"، فيما كتب الصحفي إسلام أبو عون: "في رمضان كلّ الشعب الفلسطيني مسح الأرض بجمعية أساءت في توزيع المساعدات على المحتاجين، هل الذين نظموا فعالية توزيع 50$ على مصابي مسيرات العودة يعيشون معنا على نفس الكوكب؟! الموضوع ليس فقط إساءة لحركة أو لمسيرات العودة صاحبة الفضل بصمود غزة خلال أكثر من عام، ولكن امتهان غير مقبول لإنسانية الناس".

وكتب الصحفي أحمد العاروري: "يحار الإنسان في فهم العقل العبقري العظيم، الذي قرر تفاصيل فعالية توزيع 50 دولار على عدد من جرحى مسيرات العودة، كل تفاصيل الفعالية تنم عن دهاء لم تعرفه العرب والعجم، من ناحية الصور وطريقة تسليم المبلغ للشباب، والمبلغ الذي ربما لا يلبي حاجيات شاب ليومين بأقصى تقدير، الأعظم من ذلك أنك أعطيت مادة دسمة لمن يتهمك ببيع دماء الناس في المسيرات وكأنك ثبتت لهم ذلك".

في سياقٍ متصل، تحدث الجريح الصحفي مؤمن قريقع، بالقول: "الإيذاء والإذلال في ملف الجرحى والمبتورين، ليس جديدًا على المؤسسات الحكومية والخيرية والدولية للأسف، فهل تعلم يا من تنشر على فيسبوك، أن أكثر من 1200 جريح فلسطيني، في غزة، ومعظمهم من ذوي البتر، ولديهم عائلات، قطعت رواتبهم من 8 شهور وهي حق أقره القانون والوطن والعرف والدين والسلطة والحكومة ومنظمة التحرير مسؤولة عن ذلك، لماذا لا أحد منكم يتحدث ويثير القضية؟".

فيما طالب عدد آخر من المعترضين على الحدث، بعدم تكرار الخطأ، بمثله، وأنه يتعين عدم نشر صور الجرحى في الفعالية ولا خلال استلامهم الظرف المالي، لأنه إمعان في تجريحهم أيضًا، ومن المهم أن يعمل كل شخصي بشكل فردي لمنع ذلك، لا في زيادته".

في هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي فتحي صباح: "عشرات الأصدقاء والنشطاء نشروا صور توزيع تجمع المؤسسات الخيرية في جباليا ٥٠ دولارًا على شبان في عمر الورد بُترت أطرافهم خلال مسيرات العودة، بنية حسنة ويهدفون إلى نقد هذا الأسلوب المهين والحاط بكرامة الناس وتصوريهم أثناء تلقي مساعدات مالية، لكنهم يساهمون من خلال إعادة نشر الصور المذلة في إذلال هؤلاء الشبان الجرحى.

وأضاف: "كان واجبًا على الناشرين المنتقدين إخفاء وجوه الشبان، أو نقد هذا الأسلوب من دون نشر صور الشبان والاكتفاء بنشر صور القائمين على هذه الطريقة المذلة والجالسين على المنصة كي يعرفهم الناس".