شبكة قدس الإخبارية

"اندبندنت": لماذا اهتم العالم بخاشقجي وتجاهل مرتجى؟

95

غزة/لندن- قُدس الإخبارية: تساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في مقال رأي للكاتب روبرت فيسك، حول سبب تجاهل العالم لمقتل الصحفي ياسر مرتجى على يد الإسرائيليين في غزة، والكثير غيره، بينما يهتم العالم أكثر بقضية اغتيال خاشقجي

وفي المقال، تساءل "فيسك" عن السبب الكامن وراء عدم تعامل المسؤولين مع قضايا مقتل صحفيين آخرين بنفس درجة الاهتمام مثلما هو الحال مع قضية خاشقجي، ولا سيما قضية ياسر مرتجى. 

ووفقا للجنة حماية الصحفيين، فإن ياسر واحد من بين 15 مراسلا وطاقم تصوير قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية منذ سنة 1992. ويبدو أن إطلاق النار على المراسلين بات أمرا روتينيا في غزة لدرجة أن التلفزيون والصحف الغربية لم تعد تكلف نفسها عناء تسجيل المعاناة التي يمرون بها.

 وبين الكاتب أنه مثلما تحدث السعوديون عن علاقة خاشقجي بالإرهاب، تحدثت "إسرائيل" عن الروابط الخيالية لصحفي غزة مع الإرهاب. وفي حالة ياسر مرتجى، فقد كانوا يظنونه عميلًا لحماس. 

بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، كان مرتجى يرتدي سترة واقية من الرصاص كتب عليها "صحافة" عندما أصيب برصاصة قناص إسرائيلي أصابته في بطنه خلال الاحتجاجات الحدودية في السادس من نيسان/ أبريل من سنة 2018، على بعد 300 قدم من الحدود بين غزة وإسرائيل. وقد قُتل تسعة فلسطينيين آخرين في نفس اليوم وأصيب 491 آخرون بعد إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأوجد الكاتب مفارقة بين عملهما، فقال إنه في الوقت الذي كان فيه خاشقجي كاتب عمود لصحيفة "واشنطن بوست"، كان مرتجى الذي استخدم طائرة تصوير من دون طيار أثناء إعداد تقريره عن شركة الإنتاج الإعلامي في العين، يساعد في تقديم تقارير إلى شبكة "البي البي سي" والجزيرة. و"قبل أربع سنوات، تعرض مرتجى للاعتداء من قبل الأمن بغزة، لرفضه تسليمهم التسجيل الذي صوره، وهذا دليل على أنه لم يكن يعمل لحساب حماس" وفق قوله.

وذكر الكاتب أن التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة في تركيا حول الأفعال الشنيعة التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية، بعيد كل البعد عن التحقيق الكامل الذي أجرته الأمم المتحدة في غزة حول الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم "إسرائيل". 

ففي سنة 2008، رفضت "إسرائيل" التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة ريتشارد غولدستون، الذي أتى لإجراء تحقيق حول الحرب في غزة. أما بخصوص قضية ياسر مرتجى، فلا يعتقد الكاتب أن "أغنيس" ستقوم برحلة إلى غزة للتحقيق في أطوار هذه الجريمة.

ووفقًا للكاتب، فإن الأمم المتحدة كانت على علم بمقتل ياسر مرتجى، ويملك موظفو هيئة حقوق الإنسان إحصاءات حول عدد الوفيات في صفوف المدنيين والعاملين في الميدان الطبي والصحفيين في الضفة وقطاع غزة. لكن أغلب الحكومات تكتفي بتقديم وعود بشأن إجراء تحقيقات بعد كل حادثة.

وأشار الكاتب إلى مناشدة مركز الميزان الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة للمحكمة الإسرائيلية العليا بوقف قتل المدنيين وعمال الإغاثة والصحفيين. حيال هذا الشأن، صرح مدير الاتصالات بمركز الميزان محمود أبو رحمة بأن "قتل الصحفيين فيه انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي. وقد كان ياسر مرتجى شخصًا معروفًا ولم تكن له أي صلة بحماس".

 بعد تعرض مرتجى لإطلاق النار، كتبت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعته فيها إلى إجراء تحقيق فوري حول إطلاق النار على الصحفيين، الذين يغطون المظاهرات في قطاع غزة.

وكتب جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، أن الإسرائيليين عينوا عميدا للتحقيق في ممارسات القوات الإسرائيلية مع المتظاهرين الفلسطينيين فضلا عن إجراء تحقيق آخر حول مقتل ياسر مرتجى.

وفي الختام، بين الكاتب أن العالم ينتظر رد نتنياهو تماما كما انتظر بثقة كاملة نتائج التحقيق العادل والشامل من قبل السعوديين بخصوص مقتل جمال خاشقجي، وهو تحقيق أمر به ولي العهد نفسه محمد بن سلمان الذي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية أنّه هو الذي قتله، في إشارة إلى انتظار نتائج من القتلة أنفسهم وهذا ليس منصفًا ولا عادلًا.

المصدر: عربي 21