شبكة قدس الإخبارية

خبرالكشف عن اتفاق (أردني- صهيوني) قبل مائة عام

83

عمان- قُدس الإخبارية: كشف سياسي إسرائيلي في مقالة له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، عن اتفاق تاريخي عقده الملك الأردني "فيصل" مع الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان، كان من الممكن أن ينتج فرصة تاريخية للفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لزعمه.

وأوضح الكاتب والسياسي "يوسي بيلين" في مقالته للصحيفة، أن "الفلسطينيين والإسرائيليين أضاعوا ما أسماها فرصة تاريخية، كان يفترض أن يسفر عن حياة مشتركة في هذه الأرض بين الشعبين دون مشاكل وحروب، لكن الإنجليز دمروا هذا الاتفاق".

وقال "بيلين" الذي مارس مهاماً عديدة بكنيست وحكومة الاحتلال، "رأيتُ في بيت جدي صورًا لمشاركاته في المؤتمرات الصهيونية وزعماء حركة أحباء صهيون والحركة الصهيونية، فيما علقت صورة للملك فيصل بن الحسين بن علي الهاشمي وبجانبه حاييم وايزمان، وقد ارتديا الكوفية العربية، وهما يبتسمان، والتقطت صورتهما في دمشق عام 1918، وقد التقطت هذه الصورة لهما عشية الجهود البريطانية لتجنيد يهود العالم وعرب الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى".

وبحسب المقال، فإنّه "قبل مائة عام، وتحديدًا في الثالث من يناير 1919 في لندن، تم التوقيع بين الرجلين على اتفاق مشترك يهودي عربي، وتطلب الأمر أن أقرأه مرتين حتى أتأكد من حقيقته، وكان هدفه إقامة جبهة يهودية عربية مشتركة في مؤتمر الصلح الذي انعقد بعد أيام قليلة في باريس، ونشأت هذه الجبهة بمباركة بريطانية، وأعلن فيصل أن المقترحات التي قدمتها المنظمة الصهيونية متواضعة ومناسبة".

وأكد أنّ "بريطانيا منحت الجانبين، العرب واليهود، وعودًا بعيدة المدى، بعد أن نجحت بإقناعهما لمحاربة الدولة العثمانية، حيث أقام اليهود آنذاك الكتائب العبرية التي قاتلت بجانب البريطانيين والعائلة الهاشمية برئاسة الشريف حسين حاكم مدينة مكة، ثم ملك الحجاز الذي قاد التمرد العربي ضد الامبراطورية العثمانية".

وأوضح أن "اليهود حصلوا آنذاك على وعد بلفور مكافأة على موقفهم المناصر للإنجليز، فيما منح الشريف حسين لقب قيادة العالم العربي، وفي آذار/مارس 1918 نشر الحسين في الصحيفة الرسمية لمدينة مكة المسماة "القبلة"، إعلانًا مذهلًا بموجبه بارك عودة "إخواننا اليهود إلى أرض إسرائيل"، معربا عن أمله بتعاون مشترك مع العرب الذين يقيمون في فلسطين من الناحيتين المادية والمعنوية".

ووفقًا لمقال "بيلين"، فإن "مدينة العقبة شهدت بعد 3 شهور، اللقاء الأول بين وايزمان الذي لم ينتخب آنذاك رئيسا للهستدروت الصهيوني، لكنه يعتبر وريث تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، وأقنع البريطانيين بإصدار وعد بلفور، وبين الملك حسين قائد الثورة العربية. وفي نهاية اللقاء الذي تخللته قواسم مشتركة واسعة، كتب وايزمان في مذكراته عن الملك حسين بأنه العربي القومي الحقيقي الأول الذي أعثر عليه في حياتي".

ووفقًا لـ"بيلين"، فإنّ "فايتسمان وقع الاتفاق باسم الهستدروت الصهيوني، فيما وقعه فيصل باسم مملكة الحجاز، من خلال العلاقات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي، والاقتناع بأن الطريقة الآمنة لتحقيق تطلعاتهما القومية، من خلال التعاون المشترك الشجاع لتطوير الدولة العربية وفلسطين".

وأشار إلى أن "الاتفاق تطرق لكيانين اثنين: سوريا الكبرى التي يفترض أن يكون فيصل ملكها، وفلسطين الانتدابية التي ستشهد تطبيق وعد بلفور عليها، ودعا الاتفاق لاتخاذ خطوات مطلوبة من أجل تعزيز الهجرات اليهودية، واستيطانهم على هذه الأرض، وإقامة تجمعات استيطانية مصطفة بعضها بجانب بعض، وضمان حقوق الفلاحين العرب والمستأجرين لتطوير الاقتصاد، وحل أي إشكاليات بينهما باللجوء للحكومة البريطانية".

وبحسب استعراض المقال، فإن "فيصل أكد أنه لن يكون ملزما بتطبيق باقي بنوده، إن لم تلتزم بريطانيا بتعهداتها للعرب، لكن سنوات قليلة مرت خيبت آمال الطرفين، فوالد فيصل لم يصبح زعيم العرب، كما كان يأمل، بل بقي ملكًا على الحجاز فقط، وبعد فترة وجيزة احتل السعوديون المملكة الهاشمية، وفي 1920 عيّن فيصل ملكّا على سوريا الكبرى، وبعد أربعة أشهر تم الإطاحة به من الفرنسيين، واكتفى بالعراق، حيث بقي ملكًا عليها حتى موته بعد ثلاثة عشر عامًا".

يُشار إلى أن "الاتفاق آنف الذكر بين "فايتسمان" الصهيوني وفيصل الهاشمي بقيَ وثيقة تاريخية نوعية، لكنه لم يجد طريقه إلى التطبيق الواقعي على الأرض، وهي فرصة تاريخية ضاعت من الجانبين"، وفقًا لوصفه.

 

المصدر عربي21