شبكة قدس الإخبارية

تحليل: عملية “عوفرا” تؤكد أن جبهة الضفة الأسرع اشتعالاً

٢١٣

 

thumb (1)

قدس الإخبارية – وكالات: جاءت عملية إطلاق النار على المستوطنين قرب مستوطنة عوفرا برام الله بالضفة المحتلة لتؤكد على أن ساحة الضفة المحتلة هي الأكثر خداعاً للاحتلال، في ظل انشغاله بالحديث عن جبهتي غزة ولبنان.

وأسهمت العملية التي نفذها مقاومون وتمكنوا من الانسحاب بسلام في إصابة 9 بينهم حالة بجراح خطرة فيما تنوعت الإصابات الأخرى بين متوسطة إلى طفيفة.

وأجمع محللون على أن انسحاب منفذي عملية “عوفرا” سيفاقم الأزمة لدى جيش الاحتلال أمام المستوطنين، خاصة في ظل عدم تمكنه من حل شيفرة عملية بركان والوصول للمطارد أشرف نعالوة.

بدوره قال الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع يرى إن عملية عوفرا وقعت رغم التحذيرات التي أطلقها العديد من قادة الجيش، وكان أبرزهم “نداف ارغمان” رئيس جهاز الشاباك الذي قال بأن الهدوء في الضفة مضلل.

واعتبر منّاع أن هذه العملية جاءت لتزيد الأمور تعقيداً بالنسبة للمؤسسة العسكرية في ظل حالة من الفشل المتلاحق الذي يطارد الجيش والشاباك في الوصول إلى منفذ عملية بركان “أشرف نعالوة” إضافة لارتفاع مستوى الشعور بفقدان الأمن من قِبل المستوطنين، وهو أكثر ما تخاف منه “إسرائيل” اليوم من أن تتكرر هذه العمليات في أكثر من موقع في الضفة.

ولفت الى أن هذه العمليات ستغير من أولويات الجيش في الضفة عبر التركيز أكثر على النشاطات الوقائية لإحباط أي عمل قبل وقوعه بمختلف الطرق والوسائل ومنها الاستمرار في سياسة الاعتقالات، مستطرداً: “بالنسبة لمن يعتبر أن الضفة ساحة أقل سخونة من جبهتي غزة ولبنان، فإن ذلك صحيح ظاهرياً، لكن الاحتلال يعلم بأن الضفة هي الجبهة الأكثر خداعاً، والأسرع اشتعالاً ويصعب السيطرة عليها في حال اندلاع أي مواجهة قادمة”.

وتوقع مناع أن يتعامل جيش الاحتلال مع منفذي العمليات من خلال سياسة العقاب الجماعي والتضييق على عوائل المنفذين واعتقالهم، كما حدث مع عائلة المطارد أشرف نعالوة، رغم أن هذه السياسة أثبتت فشلها في وقف أو الحد من العمليات، وكذلك بالتركيز على المطارد نفسه عبر رصد تحركات أصدقائه وأفراد عائلته ورصد أي خطأ قد يحدثه بهدف اعتقاله أو اغتياله.

بدوره، رأى الباحث بالشأن العسكري للمقاومة الفلسطينية رامي “أبو زبيدة” أن عملية إطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي رام الله تأتي من حيث لم يحتسب الاحتلال لتذكره أن خاصرته الأضعف هي جبهة الضفة، وأنها الذخر الاستراتيجي للمقاومة وقوتها وتطورها يخدم مشروع المقاومة والتحرير.

واعتبر الباحث أبو زبيدة أن استمرار الضفة في استنزافها للاحتلال، يشكل ضربة موجعة لمشروع التنسيق الأمني، ويعزز نجاح المقاومة في تجاوز التنسيق الأمني مع الاحتلال، حيث بدا أن شباب الضفة لديهم القدرة على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العدو على حين غرة.

ولفت إلى أن عدد العمليات المتزايدة وحجم الاستنزاف الذي يحدثه المطارد أشرف نعالوة للاحتلال منذ شهور في رحلة المطاردة المستمرة حتى الآن، مع عملية عوفرا بكل تأكيد تشير إلى أن الضفة مقبلة على الانفجار بوجه الاحتلال، وأن الوقائع على الأرض تتحدث وهي من تحسم كل جدل أو ثرثرة او دعاية مضللة، وتحدد فيما إذا كانت المقاومة بالضفة في حالة تقدم أو تراجع.