شبكة قدس الإخبارية

حملة تتحدث عن علاقاتنا الاجتماعية .. "عبلاطة"!

هيئة التحرير

أُطلِقت الأسبوع الماضي صفحة الكترونية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان "عبلاطة" تحاول من خلالها "الكشف الحقيقة عن علاقتنا في المجتمع"، وتسليط الضوء على ممارسات اجتماعية يومية نمارسها في حياتنا على الرغم من تضايقنا منها، كما توضح لمى تكروري (30 عاماً) مديرة الصفحة.

تعتمد الصفحة بشكل أساسي على فن الملصقات "البوستر"، إذ تنشر فيها لمى ملصقات تحتل فيها الصور المساحة الأوسع، مع تعليق يمثل عادة جملة اجتماعية تتكرر كثيراً في المناسبات. فعلى سبيل المثال تنتقد إحدى تلك الملصقات عادة "النقوط" في الأعراس وترقب الجميع للمبلغ الذي يضعه كل فرد، بينما ينتقد ملصق آخر نظرة المجتمع للسيدة الحامل بأنثى، والجمل التي تصاحب هكذا مناسبة لتؤكد على ضرورة الحمل مرة آخرى حتى يأتي الذكر.

x

وتشرح لمى في حديثها مع شبكة قدس بأنها اعتمدت في الملصقات على صور تستخدم غالباً في الدعايات التجارية للشركات، فيظن المشاهد للوهلة الأولى أنه بصدد قراءة دعاية تجارية، حتى يقترب ويكتشف أنه ملصق يحمل رسالة اجتماعية ما بنكهة ساخرة.

وإضافة إلى اطلاق هذه الملصقات عبر صفحة الفيسبوك، فقد بادرت لمى إلى طباعة ما يقارب 100 نسخة من الملصقات على نفقتها الشخصية وقامت بإلصاقها في الشوارع الرئيسية في مدينة رام الله.

1

لمى، التي أتتها فكرة الصفحة كجزء من وظيفة أكاديمية يجب أن تؤديها كمشروعها للفصل الدراسي الثاني في الأكاديمية الدّولية للفنون - فلسطين، تقول: "هذه الحملة التي انفذها كمشروع لمساق الفن المعاصر في الأكاديمية تبتغي الحديث عما لا نتحدث عنه عادة، يضايقنا جميعاً ولكننا لا نتكلم عنه في العلن".

وتُنبه لمى إلى أن الهدف من المشروع ليس انتقاد العادات الاجتماعية كما قد يظن البعض، وإنما انتقاد ما وراءها. تقول في ذلك:"على سبيل المثال، الأعراس والولائم العائلية هي عادات جيدة في مجتمعاتنا، لا يعقل أن ندعو لإلغائها. ولكن الحملة هنا تنتقد ما تتخلله هذه المناسبات من تفاصيل، مما أسميه "الحرب الباردة" بين المشتركين في هذه المناسبات، من خلال تعليقاتهم الخفية أو العلنية..وغير ذلك".

7

وعن الهدف من الحملة تقول لمى: "لن أقول التغيير.. فهذه كلمة كبيرة لا نقدر عليها، ولكن على الأقل أسعى هنا إلى إلقاء الضوء على هذه الممارسات الاجتماعية.. والحديث عنها ولو قليلاً، وكسر الجاجز الذي يمنعنا عن الحديث عنها علانية ومواجهة أنفسنا".

6

ولدى سؤالنا لمى عن علاقة هكذا حملة اجتماعية بمسمى "الفن المعاصر"، قالت: أنا أؤمن أن مكان الفن المعاصر هو بين الناس في الشارع، وليس في المتاحق أو المعارض، الفن المعاصر هو فن بسقف مرتفع من الحرية سواء من ناحية الأفكار والوسائل، والأهم أن يصل للناس".

أما عن استمرارية الحملة، فتقول لمى أن كثيرين تفاعلوا معها من خلال صفحة الفيسبوك وأرسلوا بجمل مقترحة لتوضع على الملصقات، وأن الأمر بالنسبة لها لا ينحصر في كونه مشروع ضمن وظيفة أكاديمية، وإنما هو كذلك همّ ذاتي وجزء من اهتمامها بالواقع الاجتماعي المتناقض، لذلك تسعى للاستمرار في الحملة، وتأمل أن تتطور إلى أشكال أخرى لم تحددها بعد.

2