شبكة قدس الإخبارية

جنرال إسرائيلي: مسيرات غزّة تحقق الانتصارات أيضًا

هيئة التحرير

غزة- قُدس الإخبارية: قال رئيس استخبارات الاحتلال السابق عاموس يادلين "أمان"، إن ما تحققه المسيرات الشعبية على حدود قطاع غزة، يولد شعورًا بالانتصار لدى الفلسطينيين، لكنه من شأنه أن يصعّد من مستوى المواجهة في ساحة غزة.

وأوضح يادلين، في ورقة بحثية نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، الذي يترأسه، أن الفلسطينيين يعبرون عن انتصارهم على "إسرائيل" من خلال هذه المسيرات التي أعادت قضيتهم لصدارة الأحداث، ووجدوا فيها استراتيجية جديدة أكثر جدوى في مواجهة "إسرائيل"، دون الدخول في حرب عسكرية، حتى الآن.

وأضاف يادلين، أن المسيرات تفرض تحديًا أمنيًا على "إسرائيل"، موجهًا ما اعتبرها توصيات لدوائر صنع القرار في تل أبيب، منها ضرورة التجهز الجديّ لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في غزة، وذلك من خلال التزود بوسائل قتالية وتفعيلها، وتكثيف جمع المعلومات الأمنية عما يحصل في غزة، لمعرفة نوايا المنظمات الفلسطينية بالضبط تجاه ما قد يحصل من تطورات مستقبلية، والتأهب لإمكانية وصول هذه التوترات الأمنية في عزة للضفة.

وأشار إلى أن مسيرات العودة كشفت صورة "إسرائيل" وهي تستخدم قوة مفرطة تجاه المتظاهرين، واستمرارها في فرض الحصار على القطاع، رغم أجواء الرضا التي تسود المؤسستين الأمنية والعسكرية للاحتلال، لأنها تمكنت من منع المتظاهرين الفلسطينيين من اجتياز الحدود، وحال دون تشكيل خطر جدي كبير، على المستوطنات الموجودة ضمن غلاف غزة.

وتابع يادلين، وهو من أكبر طياري سلاح الجو التابع للاحتلال، وأكثرهم خبرة، أن الجانبين، الفلسطيني و"الإسرائيلي"، دفعا أثمانًا ليست سهلة خلال الأسبوعين الماضيين؛ فقد سقط من الفلسطينيين عشرات القتلى والجرحى، فيما دفعت "إسرائيل" ثمنًا هي الأخرى، ومنيت بخسائر قاسية، حيث تلقت انتقادات دولية قاسية وخطيرة لم تسمع بها منذ سنوات طويلة، كما عادت القضية الفلسطينية للصدارة الدولية، ولولا الدعم الأمريكي للموقف "الإسرائيلي"، لكانت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة في طريقها إليها".

وأكد بقوله، "تجلت العزلة التي تعانيها "إسرائيل" في أروقة الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فضلًا عن الانتقادات الداخلية التي ظهرت داخلها حول التساهل في تعليمات إطلاق النار باتجاه المتظاهرين الفلسطينيين، وما قيل عن عدم التناسب في استخدام القوة، وعدم اللجوء لوسائل لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اجتياز الحدود دون إيقاع ضحايا في صفوفهم".

وأشار يادلين، إلى أن انتصار الفلسطينيين كسبوا الجولة المعنوية على صعيد الرواية السياسية حول العالم، لافتًا إلى أن هذه المسألة بالذات المتعلقة بالتفوق في ترويج الرواية لأحد الطرفين قد تدفع لرفع مستوى المواجهة الحاصلة حاليا على مشارف غزة، لا سيما أن الفلسطينيين يرون في محاولات اقتحام الحدود أمرًا إيجابيا، ولن تفاجأوا إذا تواصلت المظاهرات وزادت من مستوى الاحتكاك مع جيش الاحتلال.