شبكة قدس الإخبارية

شاهد| مسعفون على خط النار!

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: لم يكن أمام نسرين عميرة (19 عاما) سوى أن تتمسك بقميصه بيدها، وتمنع بيدها الأخرى محاولات سحبه والاعتداء عليه رغم إصابته، فيما تعلو صيحاتها: "الإصابة بالرأس.. الإصابة بالرأس".

[gallery ids="143087,143088,143089,143090"]

فخلال مواجهات عنيفة شهدتها منطقة البالوع شمالي مدينة البيرة بين قوات الاحتلال وطلبة جامعة بيرزيت اليوم الاثنين الموافق 21 شباط، أصابت رصاصات الاحتلال شابين وأوقعتهما أرضا، ليركض جنود الاحتلال من جهة محاولين اعتقالهم، ومن الجهة الأخرى يركض المسعفين ليسحبوا المصابين.. وهنا بدأت رحى معركة جديدة، ليست الأولى من نوعها بين المسعفين وقوات الاحتلال.

بالضرب المبرح، باللكمات، وأعقاب البنادق، بالدفع والشتم، حاول جنود الاحتلال ارهاب المسعفين الذين يحاولون إخلاء المصابين، وبينما جنود الاحتلال يواصلون إطلاق الرصاص من بين المسعفين، يواصل هؤلاء المتطوعون من الدفاع المدني الفلسطيني والإغاثة الطبية الفلسطينية محاولاتهم للوصول للمصابين وإخلائهم، وهو ما تم باللحظة سريعة إخلاء أحدهم، فيما بقيت نسرين تحاول حماية الشاب الآخر وحدها حتى عاد المسعفون إليها مرة أخرى، وسحبوا المصاب من بين أيدي جنود الاحتلال.

مجدداً، انتهت المعركة لصالح المسعفيين الفلسطينيين الذين يصرون في كل مرة على إخلاء المصابين من المكان وحمايتهم من الاعتقال، ضابط الإسعاف في الإغاثة الطبية مهدي زيد يقول لـ قدس الإخبارية، "إن ما حصل اليوم، هو ما يحصل في كل مرة.. فعندما نتوجه للقيام بدورنا في إخلاء المصابين نقلهم إلى مراكز العلاج نتعرض لإعتداءات جيش الاحتلال".

وأضاف زيد أن قوات الاحتلال لم يعد يهمها كاميرات الإعلام التي تغطي الحدث، كما لا تهتم بإبعاد المسعف عن دائرة المواجهات والاستهداف، "قوات الاحتلال لم تقم بدفع المسعفين، بل قامت بضربهم بالبنادق فهي لا تعطي المسعفين أي حصانة".

وأشار إلى أن قوات الاحتلال منذ وانطلاق الفعاليات الغاضبة الرافضة للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال وهي تصعد من اعتداءاتها واستهدافها لطواقم الإسعاف، مبيناً أن 12 مسعفاً من الإغاصة الطبية أصيبوا برصاص الاحتلال وقنابله خلال هذه الفترة.

وتابع، "قوات الاحتلال تعتدي بالضرب وإطلاق الرصاص الحي والمعدني بشكل مباشر اتجاه المسعفين، كما تستهدف مركبات الإسعاف بالقنابل الغازية والرصاص".

المسعف الفلسطيني يقع على عاتقه مسؤولية خاصة خلال القيام بواجبه في المواجهات التي تشهدها نقاط التماس، فهو عليه نقل المصاب من المكان بأسرع وقت قبل وصول قوات الاحتلال إليه، فيما يتم تأجيل إسعافه حتى يُنقل لمكان آمن بعيداً عن المكان، بهدف منع اعتقاله.

زيد يبين لـ قدس الإخبارية أنه واجب المسعف أن يقوم بإخلاء الصاب ويحاول قدر الإمكان إبعاده عن قوات الاحتلال، "المسعف الفلسطيني يعرض دائما نفسه للخطر في سبيل حماية المصابين، وهو ما حصل اليوم إذ تلقى المسعفون الضربات من جنود الاحتلال وتحملوا ذلك وتصدوا له، بهدف نقل المصابين وإسعافهم"، مشيراً إلى أن المسعفين لا يحتكون بجنود الاحتلال الذي هم من يباشروا باعتداءاتهم على طواقم الإسعاف.